إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 15 يونيو 2013

المدخلية والصوفية ...معاً في الطريق



لعلكم ستتعجبون من هذا العنوان وربما تتوجهون لي باللوم وربما احد الفريقين يعاتبني او يهاجمني وربما يقذفني او غير ذلك ولكن الاهم من كل هذا انها قناعتي ووجهة نظري تجاه ما اراه منذ بداية الربيع العربي وكانت هذه القناعة موجودة بشكل اقل  في السابق ولكن الربيع العربي المبارك في عام ٢٠١١ جاء ليؤكد هذا الامر ويزيد من قناعتي بشكل اكبر بكثير، ان مايسمى بالمدخلية وهم مجموعة من السلفيين تنتهج طريق ربيع المدخلي وقد عرف عنها والمحاربة للجماعات الاسلامية والحركية ورموزها وايضاً الحرص الى درجة المبالغة في طاعة الحكام وزعماء الدول والطعن والهجوم والتحريض على كل من يحاول النقد او النصيحة او المعارضة لذلك الحاكم والرئيس ، والصوفية بكافة اشكالها ولكن الغالب الاعظم منهم صارت قضيته في الحياة هي الرقائق والمواعظ الايمانية ومهاجمة كل من يتعرض للموالد والتبرك والتوسل الاحتفالات الصوفية وغير ذلك وصرنا لا نسمع صوتهم الا في مواسمهم او عندما يتعرض البعض لاحد ثوابتهم .

ان ما شهده العالم العربي منذ عام ٢٠١١ من ثورات وتحولات على الانظمة الظالمة التي عانت منها الشعوب بالظلم والقهر والجبروت والاهم من ذلك الحكم بغير ما انزل الله وتحكيم شرع العبيد فوق شرع رب العبيد كان ت مواقف تيار المدخلية والصوفية بين متفرج في بعض الدول وصامت ومهاجم للثوار وبين مدافع على الانظمة وبشراسة في احيان اخرى ومما لا شك فيه ان قبل الربيع العربي كان تيار المدخلية والصوفية يمارس ادواره في هذه الدول بكل اريحية وحرية ورعاية من الانظمة وهذه الرعاية بسبب وجود غطاء ديني للسلطة وفي نفس الوقت هو حامي او صامت عن النظام وما يمارسه ، ووقت الثورات شهدت مصر تخاذل من الصوفية مع الثوار الدفاع عن النظام بشراسة وتخذيل الثوار وبعدها الدعم والمؤازره لمرشح النظام السابق احمد شفيق وكذلك وفعل اتباع المدخلي وفي سوريا شهدت خذلاناً عظيماً من رموز المدخلية الى درجة الاستهزاء بالمجاهدين ووصفهم بدعاة الفتنة و(المحششين) !! وغير ذلك والشام التي تمتلئ بالصوفية شهدت صمتاً من بعضهم وتخذيلاً من اخرين وتبريراً للنظام من اخرين كالبوطي وحسون وهذا الحال لم تختلف عنه دول ليبيا القذافي وتونس العلمانية ويمن علي عبدالله صالح .

في سوريا وثورتها الباسلة والدماء التي تسيل والاعراض التي تنتهك يحاول ان يضحك بعض رموز المدخلية والصوفية على ذقون الناس بإختيار موقفاً معتدلاً في زمن ذهب فيه الاعتدال فيما يحدث بسوريا فتصريحات بعض رموز المدخلية في الكويت والسعودية بأنهم ضد النظام والثوار معاً !! وقد كانوا ضد الثورة اساساً وايضاً خرج علينا الجفري بذات التصريح بأنه ضد النظام والثوار معاً !!! ، ليس شرطاً ان يكون التشابه في التعامل مع الثورات والحكام عند المدخلية والصوفية يعني اتفاقاً بينهما بل هذا يبين التشابه ربما غير المقصود والمستفيد منه بالدرجة الاولى المستبدين وسيخرج عليّ البعض ويقول انت تتهم السلفيين كلهم وهذا باطل والبعض سيقول تتهم كل الصوفية بغلاتها وغير الغلاة وهذا باطل ايضاً فأنا وضحت المقصود ومن له راي اخر في هذا الجانب او استدراك او نقد فأنا ارحب به ولكن هذه قناعتي وما وصلت اليه .

السبت، 1 يونيو 2013

القرضاوي ...ايها المدرسة


 

عندما كنت في المرحلة الثانوية وقبل تعرفي على شباب الدعوة الى الله بجمعية الاصلاح كنت اكره بعض الشخصيات والرموز الاسلامية بسبب ما يتناقله الناس عنها من صور مشوهه بطريقة تجعل الناس فعلاً لا ترى تلك الشخصيات الا باللون الاسود ولكن بعد هذه الرحلة بدأت اكثر بالتعرف على رموز الدعوة الاسلامية من خلال قراءة كتبهم وسماع اشرطتهم والبحث عن تاريخهم ومواقفهم فتغيرت عندي امور كثيرة وكنت اسأل ما هذه الغفلة التي فيها الناس ؟ فقد وصلنا لمرحلة الحقيقة فيها مغيبة تماماً ومن هذه الاسماء التي اكتشفت لاحقاً مدى اهميتها وجهودها المباركة هو العلامة يوسف القرضاوي .

لقد تعرفت على القرضاوي عن قرب اكثر من خلال كتبه فوجدت ان مؤلفاته تجاوزت ١٤٠ كتاب في شتى العلوم ففي الفقه تجد كتاب فقه الزكاة هو كتاب عظيم مهم صار مرجعاً هاماً في بابه في العالم الاسلامي كله وفعلاً الكتاب صار مرجعاً في هذا الباب للاقتصاديين ، والقرضاوي اصولياً ومقاصدياً ايضا بحر عميق خاصة ورأيه في قضية المذهبية والاعتدال فيها ،والقرضاوي في العقيدة بحر كبير سواء في مؤلفاته في التوحيد او عن التيارات المعادية للاسلام مثل العلمانية والشيوعية وغيرها حتى لا تكاد تجد من يتحدث عن هذه المواضيع الا وتجده استعان بكتب القرضاوي ، و القرضاوي مفكراً فأيضاً بحر كبير وضع المشاريع الاسلامية وبسطا ونقدها وارشدها واهتم بالصحوة الاسلامية اهتمام بالغاً واما كتابه اولويات الحركة الاسلامية تجد فيه العمق وبعد النظر للمستقبل وهذا الامر نادراً ان تجده عند اهل العلم ، القرضاوي شاعراً فهذا بحر ايضاً جميل ايضاً فنونيته تشهد خاصة في السجون وقصيدته الرائعة عن فلسطين التي انشدها المنشد مشاري العرادة والمنشد حمود الخضر لاحقاً .

لعل الكلام في مديح القرضاوي والثناء عليه وفضله لا يسع المجال لذكره فيحتاج لمؤتمرات وكتب وغير ذلك (ولست مبالغاً) وأريد ان اتطرق الى موقف رائع للعلامة القرضاوي عندما تحدث انه اخطأ في موقفه السابق من حزب الله والصفويين عموماً وان علماء السعودية كانوا على حق فالذي قاله القرضاوي كلمة اظن انها في زمن السلف الصالح وليست في زماننا الذي يكثر فيه عدم الانصاف والتعصب وغير ذلك من الامراض وفعلاً القرضاوي مدرسة في ذلك فمن الذي يقول اليوم وهو في حجم القرضاوي وعلمه وعدد خصومه الذين يتربصون فيه على كل امر انه اخطأ ويتراجع ؟؟، ففي المقابل كم رأي وفتوى للقرضاوي تم محاربتها سابقاً من البعض وبعد سنين تم العمل فيها من الذين حاربوها او صار الامر عادياً !! فكيف ننسى فتوى الرمي بعد الزوال بالحج وغيرها الكثير ، يبقى القرضاوي بشر يصيب ويخطأ وله من الاخطاء التي يختلف معه كثير من الناس والعلماء وهم محقون في ذلك .