إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 8 يونيو 2014

شيخ الاسلام ابن تيمية والإنصاف



(اطلالة على انصاف عالم لخصومه)


من أغرب الكلمات التي سمعتها قول احد الشباب المنتسبين للعلم الشرعي عندما ذكرت له مهما تختلف مع اي عالم أو شيخ وتيار فلا تظلمه واذكر محاسنه ان وجدتها ، فتعجبت من رده وقوله لي لا نذكر محاسن من وقع في بدعة أو قول مخالف !! وزاد تعجبي بإرساله لي بعض المقاطع من اليوتيوب ومقولات لمشايخه يؤكدون هذا المعنى!! ومع هذا الطرح السطحي والذي يفتقر الى ادنى معلومات و فقه بالتاريخ وسير اهل العلم من رموز الأمة الشرعية والعلم بقواعد العلماء وتأصيلاتهم الشرعية والمنطقية ، أردت أن اضع أمثلة بسيطة (ليست للحصر) لأبين فيها كيف تعامل شيخ الاسلام ابن تيمية مع أكثر فئة قام بالرد عليها وكتب فيها الردود بل وصل الأمر الى سجنه بسبب شكاوى وتحريض منهم وهم (الأشاعرة) ، وهذا العداء منهم وردود شيخ الاسلام عليهم بهذه الضخامة لم تمنعه من ذكر محاسنهم وأفضالهم والحرص على تأليف القلوب معهم والتعاون كذلك ،  وقد وجدت مشايخنا الفضلاء مثل د.عبدالرحمن المحمود في كتابه موقف ابن تيمية من الاشاعرة وهي رسالة قيمة جداً وفريدة في بابها والشيخ عبدالباسط الغريب بمقاله بملتقى أهل الحديث وضعوا امثلة على انصاف شيخ الاسلام للأشاعرة وتعامله وتعاونه معهم ومنها: 

- الثناء على نظام الملك والامام الجويني وغيرهم من كبار الأشاعرة: 

قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : وكانت الرافضة والقرامطة- علماؤها وأمراؤها – قد استظهرت في أوائل الدولة السلجوقية، حتى غلبت على الشام والعراق، وأخرجت الخليفة القائم ببغداد إلى تكريت وحبسوه بها في فتنة البساسيري المشهورة، فجاءت بعد ذلك السلجوقية حتى هزموهم وفتحوا الشام والعراق، وقهروهم بخراسان وحجروهم بمصر، وكان في وقتهم من الوزراء مثل » نظام الملك«، ومن العلماء مثل أبي المعالي الجويني، فصاروا بما يقيمونه من السنة ويردونه من بدعة هؤلاء ونحوهم لهم من المكانة عند الأمة بحسب ذلك، وكذلك المتأخرون من أصحاب مالك الذين وافقهوه كأبي الوليد الباجي، والقاضي أبي بكر بن العربي ونحوهما، لا يعظمون إلا بموافقة السنة والحديث . 
مجموع الفتاوي (4/18) وموقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|254) وقال الشيخ عبد الرحمن المحمود : والوزير نظام الملك الذي ذكره شيخ الإسلام يعتبر من أبرز من نصر المذهب الأشعري من خلال المدارس النظامية التي أنشأها في أنحاء متفرقة من العراق وخراسان، وهو يذكر فضله فيما قام به من دعم للسلاجقة السنة في مقابل البويهيين الشيعة، ولذلك مدح صلاح الدين الأيوبي – وقد كان يتبنى عقيدة الأشاعرة – فقال عن مصر: » ثم .. فتحها ملوك السنة مثل صلاح الدين، وظهرت فيها كلمة السنة المخالفة للرافضة .
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|254)



-الثناء عليهم في الجملة وتبيان جهودهم :

وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة وحسنات مبرورة , وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم
درء تعارض (1|283)

- موقفه مع المخالفين له في عصره: 

قال الشيخ عبدالرحمن المحمود : وقد مدح شيخ الإسلام القاضي بدر الدين ابن جماعة وأيده ، ونقل السبكي في طبقاته أن تقي الدين ابن تيمية كان كثيراً ما يثني على والده تقي الدين السبكي، وأنه: كان لا يعظم أحداً من أهل العصر كتعظيمه له، كما ذكر في ترجمة علاء الدين الباجي -واسمه علي بن محمد بن عبد الرحمن - أنه: لما رآه ابن تيمية عظمه، ولم يجر بين يديه بلفظة، فأخذ الشيخ علاء الدين يقول: تكلم نبحث معك، وابن تيمية يقول: مثلي لا يتكلم بين يديك أنا وظيفتي الاستفادة منك .
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|270)


- يمتدح شيخ الإسلام ردود الغزالي على الفلاسفة في مسألة إثبات الصانع وينقل ما ذكره من الطعن في طريقة ابن سينا وأمثاله:

يقول شيخ الإسلام معقباً: وهذا الوجه الذي ذكره أبو حامد أحسن فيه، وكنت قد كتبت على توحيد الفلاسفة ونفيهم الصفات كلاماً بينت فيه فساد كلامهم في طريقة التركيب قبل أن أقف على كلام أبي حامد، ثم رأيت أبا حامد قد تكلم بما يوافق ذلك الذي كتبته ، كما يعترف له في مناسبات أخرى 
مجموع الفتاوى (1/49-50)، ودرء التعارض (8/16، 10/135-152)، وشرح الأصفهانية (132) وموقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|265-267)

- حرصه على تأليف القلوب بين الحنابلة والأشاعرة:

قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :

والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة, وأنا كنت من أعظم الناس تأليفا لقلوب المسلمين , وطلبا لاتفاق كلمتهم ,وإتباعا لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله , وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة , وبينت لهم أن الأشعرى كان من أجل المتكلمين المنتسبين إلى الإمام أحمد رحمه الله ونحوه المنتصرين لطريقه كما يذكر الأشعرى ذلك فى كتبه . 
مجموع الفتاوى (3|228)

هذه مجموعة نقول اثبت فيها انصاف شيخ الاسلام ابن تيمية لأكثر فئة اختلف معها ورد عليها وتم سجنه بسببها وهم الأشاعرة ،لأثبت هنا بطلان القاعدة التي وضعها أهل التعصب وبعض الجهلة ممن يفتقر لأدوات العلم الشرعي وفقه التاريخ والسير ، وان كان البعض يعتقد أن شيخ الاسلام هو رمز من الرموز التي يفخر بها فيجب عليه المضي بمنهجه بهذا الأمر ، ولا يكون المنهج بالتشهي بالأقوال والإجتهادات للعلماء بل بما وافق الدليل ولا قدسية لأحد منهم ، ولا اعلم مدى الحقد والكراهية من البعض بوضع اصل فاسد لا اساس له بأن من عنده بدعة او خطأ او زلة من العلماء وغيرهم لا تذكر محاسنه .

الاثنين، 2 يونيو 2014

العودة لكتاب المنطلق





العودة لكتاب المنطلق
(نظرة في الحاجة للعودة للمفاهيم الحركية الغائبة)

المتابع لوضع العمل الإسلامي والدعوة في وطننا أو خارجه يلاحظ تغيرات في طريقة الخطاب وأصول العمل والأهم من هذا هو تغير مزاج الفرد ونظرته للعمل والدعوة الى الله ، هذه التغيرات ربما تكون لبعض العاملين والمتابعين للحركة الإسلامية ايجابية وربما تكون سلبية عند اطراف أخرى، وأيضا من الممكن أن نختلف في :
هل هناك تغيرات؟
ماهي طبيعة التغيرات في مزاد الفرد بالحركة الإسلامية؟
ماهو حجمها وتأثيرها على العمل؟
الى غير ذلك من التساؤلات التي تختلف فيها الآراء ، وكوني أحد افراد الحركة الإسلامية أريد أن اطرح هذا التشخيص للحالة التي أشرت اليها ووجدت أننا تراجعنا كثيرا عن مفاهيم وتأصيلات مهمة كانت أساس وطريقة عمل مضت بها الحركة الاسلامية لفترات كبيرة وساهمت في تطورها الى الأمام ونجاحها ولكن تم التراجع عند الكثير من الأفراد وربما المؤسسات في العمل الاسلامي ولا اريد الحديث عن حجم هذه الخلل ولكن الأهم الأشارة اليه .
حضرت دورة عند الدكتور علي عبدالرحمن الكندري يتحدث فيها عن رسالته للدكتوراه عن تاريخ الحركة الإسلامية بالكويت، ومن الأمور التي انتبهت إليها عندما تحدث عن بعض المؤلفات التي بدأت الدعوة في الكويت بتربية الأفراد عليها منها كتاب (المنطلق) ضمن سلسلة احياء فقه الدوة للشيخ محمد أحمد الراشد ، ولفت نظري أن الدكتور علي الكندري قد وفق في تلخيص كتاب المنطلق بجملة واحدة وهي (القاعدة الصلبة) وفعلا كتاب المنطلق بما يحمله من افكار وتأصيل هو القاعدة الصلبة للحركات الاسلامية ، وكتاب المنطلق له في نفسي وعند عدد كبير من شباب العمل الاسلامي معزة كبيرة وكثيرا ما كان يتم تدريسه والتوصية بقراءته ، وكذلك بقية كتب الشيخ محمد أحمد الراشد التي تتميز بأمور منها:

  • القدرة القوية عند الشيخ بحشد نصوص الكتاب والسنة والتأصيل للمسائل والاستنباط منها مما يدل على سعة العلم الشرعي عند الشيخ خاصة بأصول الفقه والقواعد الأصولية والفقهية ومقاصد الشريعة. 
  • العلم بالتاريخ الاسلامي والانساني وحسن توظيف الأحداث والتعليق عليها. 
  • جمع تراجم العلماء واستخلاص العبر من حياتهم وأقوالهم مما تستفيد منه الدعوة بالتأصيل.
  • البحث في الأدب الجاهلي والاسلامي من شعر ونثر واستخلاص العبر والفوائد منه
  • التجربة الدعوية القيادية والخبرة فيها بأكثر من دولة مختلفة الأطوار والضروف والعادات وطبيعة أوضاع الدعوة.
  • استخلاص بعض العبر من النظريات الانسانية واستعمال بعض القواعد العلمية بالفلسفة والفيزياء وغير ذلك.


 وبهذا التحصيل والعلم والقدرات العقلية والمزج بينها في سطور وعناويين تظهر عبقرية الشيخ محمد أحمد الراشد وعمق مؤلفاته الرائعة، وبالفعل فإن مؤلفات الشيخ لها أثر بالغ على مستوى الحركة الاسلامية بالعالم بل ولاحظت أن بعض التأصيلات التي كتبها الراشد تم الاستفادة منها من بعض المؤلفات القريبة في الاصدار بأصيله للعمل الجماعي مثلا، وسأذكر بعض النقاط التي ارى ان الحركة الاسلامية تحتاج العودة اليها مستشهدا بنصوص من كتاب المنطلق على قدر المستطاع ومنها:

  • شعور الداعية الى الله بأنه في معركة  بالحياة  ينتج عنها ردة فعل وعمل فيقول الشيخ  (لن ينفك الداعية المؤمن بين جذبين:جذب إيمانه، ونيته، وهمته، ووعيه، وشعوره بمسؤوليته، فهو من ذلك في عمل صالح، أو عزمه خيروجذب الشيطان من جهة أخرى، وتزيينه الفتور، وحب الدنيا، فهو من ذلك في غفلة، وكسل وطول أمل، وتراخ عن تعلم ما يجهل.) 
  •  التأمل والتفكر في النفس والمجموعة والتقييم للحالة فيقول (أوجب المؤمنون على أنفسهم جلسات تفكر وتأمل وتناصح، يتفقدون فيها النفس أن يطرأ عليها كبر أو بطر، والقلب أن يعتوره ميل) ومن هنا يجب على الداعية والدعوة تطبيق منهج المراجعة والتقييم للذات والمجموعة وبعد هذا تطبيق التوصيات وهي مربط الفرس)
  •     التوعية لأفراد الحركة ومؤيديهم وتعليمهم المنهج السليم فيقول ( العلم الإسلامي اليوم لا يحتاج لحل مشكلته إلى انتقال جمهور جديد من المنحرفين والغافلين إلى التمسك بالإسلام، بمقدار ما هو بحاجة سريعة إلى توعية المتمسكين به، وبعث هممهم، وتعريفهم طريق العمل وفقه الدعوة) فالطريق للانتصار للاسلام والدعوة يبدأ بتكوين الداعية العارف لدعوته المتمكن من فكره والمتحمس له 
  • عدم السلبية وكثرة التذمر دون العمل فيقول(ضرورة الانخلاع عن السلبية، ووجوب إنكار المنكر في عمل جماعي منظم،) فكثيرا نجد في صفوف الدعوة حالات من التذمر والشكوى والكلام على الحال ولكن النتيجة هي مجرد بث هموم للتسلي بالمجالس بلا نتيجة
  • تشخيص الحالة بالواقع الاسلامي فيقول (فمحنة المسلمين اليوم لا تقتصر على تسلط أئمة الضلالة فحسب، بل تعدت ذلك إلى تربية سخرت المناهج و الجامعات والصحف والإذاعات لمسخ الأفكار والقيم، حتى غدا صيد المخطط القديم، ، إن عصاة المسلمين اليوم ضحية تربية أخلدتهم إلى الأرض، أرادت لهم الفسوق ابتداء، لتستخف بهم الطواغيت انتهاء) يجب على الداعية فهم الواقع ومعرفة الأدوات التي تستخدم ضده والتربية الوقائية للداعية لهذه الأمور حتى يكون محميا بتربيته. 
  • وجوب الدعوة الى الله وعدم عذر المتكاسل فيقول: (وإذن، فإن الحريص، على إيمانه، الطالب للقردوس وعليين، يحرص أشد الحرص على أن ينطق بالحق، معطيا راحته ووقته وماله، بل روحه ودمه، ثمنا لما يطلب، فإن الدعوة إلى الله واجبة، لا يعذر منها أحد، إلا من كان مستضعفا من عوام الناس، البسطاء السذج الذين لا يحسنون النطق وتدبير الأمور) 
  • الاعتزال يعني الفراغ فيقول: (من يقاتل العدو إذا اعتزلتم؟) ومن هنا نجد الظاهرة الكبيره وهي الشكوى وبث الهموم الدعوية من بعض الدعاة من البرج العاجي وعندما تتم دعوته الى العمل وترك التنظير يتعذر بالانشغال، ولكن نقول هنا اذا تعذر الجميع او الأغلب عن العمل للدعوة فمن الذي سيعمل للدعوة والاسلام فيجب حمل النفس كأنها الوحيدة المخاطبة للدعوة
  • الانصراف للراحة والترف فيقول: (فماذا نقول اليوم لمن ينصرف عن الجهاد والدعوة، والأمر والنهي، لا إلى كثرة العبادة بل إلى الراحة والترف وجمع الأموال والحرص على إرضاء زوجته؟) حلات الراحة والترف للداعية سادت عند كثير من الأوساط الاسلامية بالدعوة وصارت هموم الدعوة وافكارهم بالبحث عن الأكثر راحة ومجالس الترفيه والأيسر. 
  • تفاضل الأعمال من شخص الى آخر فيقول: (وكما تتفاضل الأعمال في الميزان الإيماني الإسلامي، فإن العمل الصالح الواحد يتفاضل تطبيقه أيضا من شخص إلى شخص وظرف إلى ظرف، ووقت إلى وقت، بحيث يندب إليه أحد المسلمين دون الآخر، وفي ظرف دون آخر، ولكل مسلم عمل من أعمال الخير هو أفضل له من الأعمال الأخرى الفاضلة) ومن هنا يجب ان نعلم ان الداعية يجب استغلال طاقته حسب قدراته ومجاله الذي يتميز به ويخدم الدعوة والبعد عن قضية (الداعية السوبر) حتى لا تحدث ردة فعل تنتهي (بالداعية السوبر) الى الملل والأنهيار
  • الداعية يتواصل وقريب من الناس فيقول : (ولا يكون داعية اليوم إلا من يفتش عن الناس، ويبحث عنهم ويسأل عن أخبارهم ويرحل للقائهم، ويزورهم في مجالسهم ومنتدياتهم، ومن انتظر مجيء الناس إليه في مسجده أو بيته فإن الأيام تبقيه وحيدًا، ويتعلم فن التثاؤب.) و(ولا يكون داعية اليوم إلا من يفتش عن الناس، ويبحث عنهم ويسأل عن أخبارهم ويرحل للقائهم، ويزورهم في مجالسهم ومنتدياتهم، ومن انتظر مجيء الناس إليه في مسجده أو بيته فإن الأيام تبقيه وحيدًا، ويتعلم فن التثاؤب.)
  •  ضرورة رفع الراية والعمل فيقول  : (إنها المبادأة اللازمة، تارة تكون تكبيرًا ينبه، وتارة تكون نارًا تلفت، وتارة تكون راية يبصر أهل الخير فيتجمعون حولها، ولا ينقص المسلمين اليوم في كثير من البلاد إلا هذه الراية، فإنهم كثير عددهم غزير عملهم، جميل ذكرهم، إنما أضعفهم التشتت والضياع) فكثيرا من الأفكار والمشاريع والاجتماعات والهموم تبقى سراب ومتشتتة دون وجود من يحمل راية العمل
  • الحكم بغير الاسلام المنكر الاكبر فيقول : (لا يعني ذلك أن يمتنع الدعاة عن تعليم أنفسهم وتعليم من معهم آداب الإسلام وأحكام العبادات، ولا النهي عن منكر فرعي يمكن إزالته بهذا النهي، لكنها دعوة واضحة لعدم خداع النفس وتلهيتها بالاكتفاء بالنهي عن المنكرات الصغيرة والعزوف عن منكر الحكم بغير الإسلام) 
  • لتركيز وصناعة الدعاة فيقول : (يجب التركيز على مصنع الثقات الذي يربي الداعة المسلحين بالإيمان والفقه الحركي وتكيسهم ليجابهوا الكفر في ميدان إثر ميدان، ولابد من أن ترصد الكفايات لخدمة الجهاز المربي للثقات وتمتينه وتقويته).
  • تنقية الدعوات من أهل البدع والأفكار الهدامة فيقول: (إنه خلق جميل أن تعطف على المبتدع، وأن تنصره على كافر، وترفع الظلم عنه، وتقف معه في وجه من هو أكثر بدعة منه، لكنه أمر خطر أن تفتح له صفوف الدعوة قبل توبته، وأن تؤمره قبل سلامته، وأن تحبه قبل غسله الأدران التي علقت بعقيدته، فإنه ما أوهى أمر الأمة إلا البدع،) ومن اكبر الأخطاء تعامل بعض الدعاة ومؤسساتهم لهؤلاء المخالفين خاصة مع الدعاة الذين لا اساس فكري لهم وعلم شرعي وتصديرهم وبعدها يحدث التأثر بالباطل ويحسب على بعض الدعاة تصدير هؤلاء واشهارهم.
  •  في كل اعمالنا تربية فيقول: (وإذن، فإن معركتنا معركة تربوية، أي أنها تقوى وتشتد كلما تعمقت التربية، وأتقن المربي عمله، وتخبوا جذوتها كلما فترت التربية، وكانت سطحية.) فتربية بالسياسة والنقابة والاعلام وكل امور الدعوة يجب ان لا نغفل عن الجوانب التربوية ولا نجعلها محتكرة على العمل التربوي وهذا باطل. 
  • الداعية الحركي فيقول : (وعلى داعية اليوم أن يكون رحالة سائحا في محلات مدينته، ومدن قطره، يبلغ دعوة الإسلام). 
  • الصدع بالفكر فيقول : (إن مشكلة المسلمين اليوم لا يسببها نقص عددهم، ومشكلة الدعوة الإسلامية اليوم لا تتمثل في قلة عدد من بقي ثابتا صامدًا على إسلامه حين كثر في الأمة ترك الصلاة والابتداع وحمل أفكار الكفر، فإن كل قطر من أقطار الإسلام لا يزال فيه شباب خير كثير عددهم، ولكن المشكلة في أنهم يصدعون بإسلامهم، ولا يدعن، أو يدعون من غير تنسيق بينهم،) 

 

 

بعد هذه الجولة أقول ان كتاب المنطلق وما حمله من مفاهيم من تشخيص للواقع الاسلامي ومؤامرات الكفار والمنافقين ومعرفة طبيعة الصراع ثم ترتب الدعوة الله والفكر الحق والحماسة له بعلم وتأصيل من نصوص الكتاب والسنة واقول السلف الصالح مع مزجها بالصالح من اقوال الدعاة والتجارب الانسانية بالعلوم والأبحاث كل ذلك ركائز لبناء القاعدة الصلبة للدعوة والحركة الاسلامية وهذا كله بفقه ، ومن هذا المقال أقول يجب علينا تلبية الأشواق نحو كتاب المنطلق ومافيه من مفاهيم عاشت الدعوة بها وتربت عليها وتنقية الواقع المعاصر من الأمور الدخيلة على الدعوة التي عكرت صفوها وأضعفتها ، وانا لا ارعو لتقديس الماضي ولكن أقول ان الواقع المعاصر اثبت فشلنا عندما تخلينا عن مفاهيم وتأصيلات الماضي الدعوي.