ان الاحداث التي تشهدها البلاد في السنوات الاخيرة غاية في الصدام والتأزيم بين السلطة والمجتمع ومن اهم المكونات الاجتماعية التي شهدت صداماً مع السلطة هي القبائل بتنوعها وتاريخها في دولة الكويت حتى جعل الغالبية العظمى من القبائل تتجه الى المعارضة والحراك
كانت هناك احداث كثيرة قد بينت تلاعب السلطة والانتقائية في تطبيق القانون فمحاربة الفرعيات بشراسة في انتخابات مجلس الامة ٢٠٠٨وما شهدتها من احداث الصباحية ومنزل الدكتور سعد الشريع وفرعية قبيلة مطير وغيرها كانت مقدمات لضرب القبيلة بالكويت بأمور كانت عادية في حدوثها واحياناً بإشراف السلطة ذاتها ! مروراً بتسليط السفهاء لشتم القبائل والاستهزاء بهم عبر بعض المهرجين الذين صاروا رموزاً بعين الجهال ثم نواباً!! وانشاء القنوات والبرامج التي تشتم القبائل ورموزها وتقسيم المجتمع الى اهل السور وغير ذلك مروراً بمصطلحات (الطراثيث) و (الهيلق) و(اللفو) وغير ذلك ، ان افلاس السلطة من الدوائر والمناطق التي يسكن بها القبائل في اخراج نواب ورموز تتبع السلطة وكان هذا الامر سهلاً عند السلطة بالسابق جعل السلطة ترفع راية الاستسلام والهزيمة من ميدان القبائل وبدأ ذلك واضحاً جلياً في انتخابات مجلس فبراير ٢٠١٢ المبطل في سقوط والهزيمة الكبيرة لرموز السلطة القبليين بشكل جعل السلطة في وضع لا يحسد عليه حتى وصل نواب في مجلس فبراير ٢٠١٢ كانت مدته ٤ شهور فقط واستمر هذا المشهد الطويل بين السلطة والقبيلة الى انتخابات الصوت الواحد وهنا ادركت السلطة حجم المشكلة وحاولت اصلاح العلاقة مع القبائل بكل (ثمن) ولكن النتيجة الفشل حيث خلى مجلس بوصوت واحد من التمثيل الحقيقي والعدد للقبائل الكبيرة بالكويت وذات الثقل والتاريخ مما شكل مجلساً مسخاً بالاضافة لمقاطعة التيارات الفاعلة بالمجتمع الكويتي .
بعد هذا المشهد الطويل نجد وفي خطوات متغيره للسلطة في الكويت برموزها من خلال التودد للقبائل والزيارات لرموزها ! وغير ذلك من الامور التي اكره ان اقولها وفعلاً هذا المشهد لن يخفى على العقلاء من ابناء القبائل واحرارهم وكانت صرخة محمد الوشيحي في قناة اليوم جلية وواضحة ضد هذه التحولات لرموز السلطة الذين كانوا بالامس يضربون القبائل واليوم عكس ذلك ان احرار القبائل لن تطوف عليهم هذه اللعبة وهذه الحلة الجديدة التي تلبسها السلطة والثوب القديم الجديد!
السلطة ليس لها صاحب وحليف دائم فهي يوم مع الاسلاميين وغداً عكسه ويوم مع الشيعة وغداً عكسه ويوم مع القبائل وغداً عكسه وترى ذلك في تطبيق القانون وترى ذلك في قضاياً امن البلاد وانتقاد رموز السلطة فالانتقائية والمزاجية بلغت مداها في الكويت فعين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا فهذه رسالة لكل فئات المجتمع وكل افراده صديق اليوم قد يكون عدو المستقبل والعكس صحيح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق