بعد ان عاشت الدول العربية والاسلامية فترة من الزمن تسودها الانقلابات العسكرية بالحديد والنار وانتشرت فيها الديمقراطية الشكلية في انتخاباتها الشكلية معلومة النتائج سلفاً والفائز فيها يحصل على نسبة النجاح فوق ٩٠٪ في طريقة من التزوير جعلت امة الاسلام اضحوكة في نظر الاخرين ، وبعد سنين على هذه الاوضاع ظهر الربيع العربي مطيحاً بالانظمة العسكرية ومنها مصر العظيمة واختارت رئيسها المنتخب بجولتين بإنتخابات حرة نزيهه وبعد عام دون الخوض بالتفاصيل عاد العسكر بعادته القديمة بتواطؤ مع جهات كثيرة وانقلبوا على الشرعية المنتخبة من الشعب وقد استنكرت هذا الفعل اطراف كثيرة في مصر والعالم الاسلامي والعربي وبالكويت اثار بعض من هم خصوم الاخوان والتيار الاسلامي وحتى بعض المعارضة قضية ان المعارضة بالكويت قامت بإسقاط مجلس الامة ٢٠٠٩ المنتخب من الشعب بزعم ان الشعب اعترض عليه وهاهي تعترض في مصر على اسقاط رئيس منتخب من الشعب اعترض عليه الشعب وتظاهر ضده وزعموا ان هذا تناقض صارخ وانا اقول هذا من خلط الاوراق والضحك على الذقون في تبرير البعض كرهه للتيار الاسلامي وتيار المعارضة عموماً.
الفرق بين الامرين كبير جداً فمجلس ٢٠٠٩ بالكويت في بدايته بإنتخابات شابها علامات استفهام كبيره بنتائجها وعدم عرض التفاصيل للنتائج والغموض في كثير من اللجان ، ومجلس ٢٠٠٩ الذي قام بالتعدي على حق الاستجواب من خلال الاحالة للتشريعية وشطب الاستجواب تاره واتهام عدد كبير منهم بالرشوة وتأجيل الجلسات وتأييد الحكومة والوزراء بقضايا كثيره يصعب عدم اخذ موقف كبير فيها مثل الاعلام والوحده الوطنية من خلال التعدي على الوحده الوطنية بشتم القبائل والعوائل وغير ذلك واستجواب يتعلق بشبهة الرشوة واخر يتعلق بالمهزلة الكبرى في ما حدث بديوان الحربش من ضرب وتعدي على المواطنيين وممثلين الشعب واقتحام القوات لمنزل الحربش وسحل دكتور اكاديمي مثل عبيد الوسمي وغير ذلك واستجواب اخر في قصور الحكومة مع قضية امن البحرين واللعبة الكبيرة التي فعلتها الحكومة في تعطيل الجلسات حتى ترفع الحصانه على النائب فيصل المسلم لمجرد انه قام بواجبه الذي هو حق له بإستجواب رئيس الوزراء ، الى تأجيل الجلسات وتعطيلها دون مبرر واضح وكأن المجلس بقالة تفتح وتغلق وفي جانب الاخر اغلب اعضاء هذا المجلس عطلوا دور الرقابة على الحكومة في التنمية في دولة فيها من الخيرات والفائض امر كبير وقد كان مدة هذا المجلس عامين ونصف وخرجت اعداد ضخمة لاسقاط هذا المجلس شملت اغلب التيارات بكافة تنوعها والجهات والرموز الدينية والفعاليات المجتمعية فهذا بإختصار مجلس ٢٠٠٩ الذي يطول الحديث في ذمه.
وأما في مصر فالرئيس محمد مرسي هو رئيس منتخب لاول مره في العالم العربي بإنتخابات حره نزيهه واضحة النتائج بتفاصيلها بعد سنين من التزوير بالانتخابات بأبشع صورها ووسط حصار كبير من الدول في الدعم حتى من الدول التي يتصور ان تكون واقفه مع الشعب وليس قيادة معينه له والارث بالفشل الاقتصادي وانهيار مصر بأمور كثيره حتى صارت مصر معروفه عالميا بتدني المستوى بالاحصائيات ،والحرب الذي مورست عليه داخلياً وخارجياً ومع هذا الامر قام بعمل استفتاء على الدستور واخذ علىه الاغلبية ولم يرتكب امور ضد الحريات وكل القنوات كانت تحاربه دون اي مساس منه والاعلام الداخلي برموزه وبإختصار ماهي الامور التي جعلت محمد مرسي بهذا السوء ؟ وهل الجماهير التي خرجت ضده هي بتنوع الفئات بمصر ؟ وهل التيار الاسلامي بقوته بمصر الذي يشكل الاغلبية لا يتم مراعاته انه من الشعب ؟وهل المليونيات التي خرجت مع الرئيس بكل المحافظات والعدوية لا تمثل الشعب المصري ؟ مع التكتيم الاعلامي والتقزيم من قوة مظاهرات التأييد والتشويه ولقد حصل انصار مرسي على ثلاث مرات من الانتصارات في مجلس الشعب والاستفتاء والرئاسه فهل الشعب معه ام ضده؟
فمن هنا يتبين بكل الامور بطريقة الانتخابات وحجم الجماهير وتنوعها والمدة الزمنية والتحديات ان هناك فرق كبير جداً بين مجلس ٢٠٠٩ المنتخب وموضوع الانقلاب على الرئيس الشرعي محمد مرسي واني اعلم مع ذلك ان هذه الشبهة ينشرونها من اجل خلط الاوراق والتضليل ولكن اجبت عن ذلك حتى لا يتم التشويش على عوام الناس ومن لا يتابع بكثافة الشأن السياسي وان الانصاف والحياد امر عزيز في هذا الزمن قليل من يرفع شعاره ويطبقه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق