إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 28 ديسمبر 2019

حوار هادئ مع د. عبدالله النفيسي حول حديثه عن الرئيس محمد مرسي رحمه الله




كتب :محمد عبدالله المطر

كتبت منذ فترة بسيطة عن الفاضل د. عبدالله النفيسي أثني عليه لعلمه وقامته التاريخية، ومدى تأثيره واستفادة الناس من تحليلات وكتاباته، وبينت وجوب التعامل المتوازن معه ومع غيره، دون غرام في حبه، أو فجور في خصومته، وما زلت على هذا الرأي بفضل من الله من قبل ومن بعد، وقد تابعت حلقاته التي تحدث بها عن جماعة الإخوان المسلمين في الكويت أو مصر، فقد وجه لها مجموعة انتقادات، فأنا وغيري من شباب الحركة الإسلامية نقبل بعضها وننتقد بعضها الآخر وهكذا هو النقد البشري، وأظن الفاضل (أبومهند) من أرسى دعائم النقد والنقد الذاتي لن يمانع بإذن الله من نقدي لبعض ما أطرحه.

تحدث الفاضل د. النفيسي عن الرئيس السابق محمد مرسي رحمه الله وعن تجربة رئاسة الإخوان المسلمين، وبعيداً عن قرار خوض الرئاسة الذي نتفق أو نختلف عليه، إلا أن ما يهمني حقيقة الصورة السلبية والظالمة برأيي التي رسم بها د. النفيسي الرئيس مرسي رحمه الله، بوصفه بالبساطة والجهل السياسي، وعدم وجود رصيد سياسي له أو تنظيمي مع الإخوان، وعدم مواكبة التطورات والبيئة، وفي ذلك عندي عدة ردود:

١- تكلم النفيسي في مغالطة عن مرسي رحمه الله بأنه متخصص بالجيلوجيا ولا يفقه بالسياسة، والسؤال ماهي علاقة التخصص بالجيلوجيا مع عدم فهم السياسة! فأين التلازم بينهما!، فهل يعتقد الدكتور النفيسي أن السياسي يجب أن يكون مخصصاً بالعلوم السياسية!، فهذا غير ممكن ومن النادر أن نرى رئيساً متخصصاً من الناحية الأكاديمية، إلا إذا كان للنفيسي مقصد آخر.

٢- تاريخه السياسي:
أ- عمل عضوًا بالقسم السياسي بالجماعة منذ نشأته عام 1992‪

ب- و ترشح لانتخابات مجلس الشعب 1995، وانتخابات 2000 ونجح فيها وانتخب عضوًا بمجلس الشعب المصري عن جماعة الإخوان وشغل موقع المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان.

ج-وفي انتخابات مجلس الشعب 2005 حصل على أعلى الأصوات وبفارق كبير عن أقرب منافسه، ولكن تم إجراء جولة إعادة أعلن بعدها فوز منافسه، كان من أنشط أعضاء مجلس الشعب وصاحب أشهر استجواب في مجلس الشعب عن حادثة قطار الصعيد، وأدان الحكومة وخرجت الصحف الحكومية في اليوم التالي تشيد باستجوابه.

د. وقد اختير د. مرسي عضوًا بلجنة مقاومة الصهيونية بمحافظة الشرقية، كما اختير عضوًا بالمؤتمر الدولي للأحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية، وهو عضو مؤسس باللجنة المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني، شارك في تأسيس الجبهة الوطنية للتغيير مع د. عزيز صدقي عام 2004؛ كما شارك في تأسيس التحالف الديمقراطي من أجل مصر والذي ضم 40 حزبًا وتيارًا سياسيًا 2011.

ه- انتخبه مجلس شورى الإخوان في 30 أبريل 2011 رئيسًا لحزب الحرية والعدالة الذي أنشأته الجماعة بجانب انتخاب عصام العريان نائبًا له ومحمد سعد الكتاتني أمينًا عامًّا للحزب.

٣- كان الرئيس منفتحاً على الآخر متفهماً للحالة والبيئة في بلده، لذلك جعل بعض الشخصيات من مختلف الأحزاب والتوجهات في مكتبه وبين الوزراء، وعرض على حمدين صباحي (القومي العربي) وكان خصماً منافساً له منصب نائب الرئيس ولكنه رفض بشهادته، تواصل مع الأقباط والقوى المختلفة حتى ذهب إلى الفنانين وغيرهم من الجهات، فلم يكن حزبياً في رئاسته كما يصفه خصومه بل تساهل مع بعضهم.

٤- ذهب إلى دول الخليج مبيناً حرصه عليهم وتعاون معهم وقال لهم (أمن الخليج خط أحمر)، وذهب إلى إيران مترضياً على الصحابة لأول مرة عندهم من مسؤول، كما توازن بعدم اهمالهم في التواصل كدولة مهمة بالمنطقة، دافع عن سوريا وغزة وكثير من قضايا المسلمين، وغيرها من المواقف.

٥ - من إنجازات الرئيس رحمه الله شملت تطورات كبيرة وملموسة على المستوى الاقتصادي والكهرباء والدخل والغذاء وغيرها، خلال عام واحد فقط مع كل العوائق والكيد الداخلي والخارجي. راجع تقرير إنجازات الرئيس في مجلة المجتمع:

https://mugtama.com/reports/item/88844-2019-07-06-11-53-39.html 

٦- إذا افترضنا أن الإخوان المسلمين والرئيس مرسي لم يوفقوا في قرار انتخابات الرئاسة فما هو مصير كل من قرر منافسة العسكر (ابوالفتوح، عنان، صباحي، عمرو موسى) الخ، فالواقع اثبت ان من عارض النظام العسكري تمت محاربته، فيعني أن مصير كل معارض للعسكر هو سوء المصير فلا يقف الأمر على الإخوان وحدهم فكل بديل عن العسكر فهذا مصيره.

٦- الرئيس تعامل مع الواقع الموجود فالنظام العسكري مسيطر بسبب حكم ٥٠ سنة سواء من خلال السيسي أو غيره فما هو البديل عن السيسي؟!

٧- قارن النفيسي بين تجربة تونس ومصر، والغريب انه كان يذم تجربة تونس ايضاَ مع برنامج المديفر! ، ولكن لا أعلم لماذا تغير الآن فيثني على تونس ويذم مصر! ، فهل كان يثني على تونس لضرب مصر!؟، فالإخوان المسلمون تعاملوا مع العسكر ببداية الثورة ولم يصادموهم كما فعلت حركة النهضة في تونس بل مشى مورو وراء جنازة السبسي وهو من رجالات النظام القديم فما هو الفرق!؟

٨- الدكتور النفيسي انزعج من عدم مقاومة رجال الأمن في ديوانية القطامي لشخص أراد وقف ندوة، ولم يؤيد مقاومة شعب للانقلاب الذي حدث في مصر، وكثيراً ما يصف الشعوب الأوروبية بالحرة لأنها تقاوم فما هو الفرق!

٩- يطرح النفيسي عن قيادات الإخوان بأنها بعيدة عن الواقع بسبب الملاحقات والسجون، والسؤال ماهو المانع أن يعمل المسجون لاحقاَ في السياسة!، فهذا مانديلا كان مسجوناَ وأوردغان كان كذلك وغيرهم، فما هي الحجة بالضبط!

١٠- لم يتطرق الدكتور النفيسي عن الدور السلبي الذي قامت به كثير من الدول العربية والخليجية في دورها ضد الربيع العربي وحكم الرئيس مرسي، فدورها مهم لفهم السياق التاريخي.

لم أكن أنوي الرد حقيقة ولاعتبارات كثيرة، ولكن لم احب أن يتم تشويه صورة الشهيد الرئيس محمد مرسي بهذه الطريقة من التصغير، واحب ان أؤكد أنني لا أقدس الرئيس ولا الجماعة وقراراتها، وعندي عليها انتقادات كثيرة بعضها منشور في التويتر والمقالات، وأنا بالأساس لم أكن مقتنعاً بالنزول للرئاسة وهذا الرأي يعرفه بعض الخاصة كما تحدثت به مع اخوة من مصر بعام ٢٠١١م، وهناك نقاط أخرى سيتم الكلام حولها لاحقاً

والله المستعان؛

الجمعة، 29 نوفمبر 2019

بصمات من وطني (١)



كتب :محمد عبدالله المطر


كان النائب الفاضل أسامة الشاهين لديه سلسلة مقالات بعنوان (مبدعون من وطني) يذكر فيها بعض الشخصيات المبدعة من الشباب وذلك لنشر الايجابية بين الناس، ومن باب (الميانة) مع بوعيسى سأسرق منه هذه الفكرة وأوظفها بطريقتي، وسأذكر شخصيات رأيتها تميزت في الفترة الأخيرة، وفي كل مقال سأتطرق لبعض الشخصيات.

١- أ. محمد خليف الثنيان : درس التاريخ في جامعة الكويت، ثم أكمل دراسته في بريطانيا وتخصص بدراسات الشرق الأوسط والدولة العثمانية ومن نجاحاته:

تأليف كتب تصدرت في المعارض، وأنشأ مركز في تخصصه (طروس)، ويقدم دورات ومحاضرات في تخصصه.

٢- أ. عبدالرحمن عبدالله الجاسر: تخرج من كلية الآداب، كان نقابياً مميزاً بجامعة الكويت، أصبح مديراً مساعداً في مدرسة أحمد الربعي ومن نجاحاته:

يقدم دورات متخصصه بالقيادة والعمل التربوي، أسهم في نقل مدرسته أحمد الربعي لواجهة تربوية وإعلامية مميزة بالنشاطات.

٣- أ. عمر يعقوب الثويني: له مشاركات تربوية وإعلامية كثيرة، عمل في جمعية النجاة الخيرية، ومن نجاحاته أسهم في تطور جمعية النجاة إعلامياً وعملياً.

٤- أ. سعد عبدالله السبيعي : متخصص في التربية بالتطبيقي، ومن نجاحاته تطوير العمل التربوي في نادي خليفة التربوي المتخصص بالمتوسط والثانوي وتميزه في المشاريع والأداء والجوائز.

نلتقي في المقال القادم

والله المستعان؛

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2019

أبو مهند...


تكرر ظهور الدكتور عبدالله النفيسي كثيراً في أعوام سابقة من خلال اللقاءات أو وسائل التواصل مؤخراً، ولكن ظهوره الأخير في برنامج الصندوق الأسود مع المتألق أ. عمار تقي جعل له ولأقواله وأفكاره شعبية كبير وتداول بين مؤيد ومعارض ومثبت ومشكك، ومما لا شك فيه أن من الأخطاء المخالفة للعلمية وللموضوعية أن تأخذ من شخصية كل أفكارها وأقوالها، أو تتركها  كلها بأقوالها وأفكارها، فالتوازن جيد والاستفادة من الجميع مهم فما بالكم من كانت سلبياته أو الملاحظات التي عليه ليست كبيرة.

لقد تعرض الدكتور عبدالله النفيسي لحملة شديدة من خصومه في السابق ومن يؤيدهم وهذا أمر طبيعي أن يعاديك ويطعن بك من تأثر سلبياً بكلماتك وأقوالك، ومع تداول الناس لهذه الحالة من النقاش والحوار أحببت أن أضع سريعاً ما تعلمته من الدكتور عبدالله النفيسي في السنوات العشرين تقريباً التي بدأت متابعته والقراءة له، وهي:

١- الشأن المحلي: تعلمت منه عدم قبول الرواية الرسمية في بعض أحداث الكويت التاريخية وطريقة العمل بالديمقراطية، ومسألة الحريات، وطبيعة الشعب الكويتي والسلطة وتعاملهم مع أي حراك ورأي وتوجه.
٢- الشأن الخليجي: في الوعي بتاريخ هذه المنطقة وكيف تشكلت مدى خطور العدو الخارجي، والوضع الإيراني بالمقارنة مع الكيان الصهيوني من ناحية الاحتلال والخطر، كما ذكر الدور الغربي في هذه المنطقة وأبعاده الواقعية والتاريخية.
٣- الشأن العربي :أبعاد العلاقة العربية ومنها القضية الفلسطينية وطبيعة من يحمل رأيتها وجهات الصراع، كما وصف طبيعة الفرد العربي ومزاجه وعاطفته التي سرعان ما يتم التلاعب بها وتغييرها فكانت أوصافاً دقيقة ومهمة.
٣- الشأن الإسلامي العام : بطبيعة الوحدة الإسلامية دور القوى الغربية والأمريكية خاصة في المنطقة من ناحية عملهم وتخطيطهم في عداء الأمة وتمزيقها والسيطرة عليها وكيفية النظر إليها والتعامل معها.
٤- الحركات الإسلامية : من ناحية أهليتها للحكم فهي تهتم بنظره بسلاح الهدم ولا تتقن سلاح البناء، والوعي التكويني كرجال دولة وليس رجال تنظيمات، كما أسهم في وعي الحراك الإسلامية من ناحية الفصل بين الدعوي والسياسي في العمل مع اختلافي ببعض النتائج التي وصل لها.
٥- معلومات وأهداف عامة : من ناحية حساب المصالح والمفاسد في الأمور، والمطالبة بالحقوق، السعي المثابرة للهدف من خلال رحلاته ووزياراته التي صاحبتها المخاطرات والصعوبات، وأهمية الأبعاد الاستراتيجية في النظر لسياسات الدول وتحليلها وتقييمها.
٦- الوعي والشعور الديني: في التوكل على الله، وفهم الإسلام كمنظومة عملية شاملة فيها العزة والشموخ دون انكسار لمستبد وطاغية.

قد نختلف في بعض النتائج التي وصل لها، وبعض التوجهات التي عمل بها، ولكن لاشك بأن د. عبدالله النفيسي أسهم في الوعي الراقي عند الجمهور السياسي والفكري بشكل خاص والوعي العام عند الناس، ولا شك أن أسلوبه وتصويره والتمثيلي للأحداث ودقة أحداثه وأحوالها أسهمت في التشوق لمتابعته.

والله المستعان؛

الأحد، 6 يناير 2019

في وداع الفنان الإنسان...


لا تقتصر وسائل التأثير على الإنسان من خلال الدروس والمحاضرات والكتابات فقط ، فهناك أمور كثيرة من الوسائل لها دورها المميز في التأثير ، ومن تلك الوسائل الجانب الفني الانشادي خاصة اذا كان لغايات نبيلة وبقيم راقية ، ومن أبرز من عمل بهذا الجانب هو الأخ مشاري العرادة رحمه الله الذي كان علامة مميزة في تاريخ الفن الانشادي ، فقد تميز بومساعد رحمه الله بالمستوى الرفيع من اختيار الكلمات والالحان واستمر على ذلك حينما ضعف الفن الاسلامي في الواقع واصبح بلا لون ولا رائحة الا نادراً.

لقد عرفته كغيري من خلال الانشودة الرائعة أمي فلسطين من كلمات العلامة القرضاوي حفظه الله وكانت هذه الانشودة وألبوم يارجائي الأول لهم انتشار واسع في الكويت وباقي الدول عند كل من يهتم بهذا الفن الانشادي ومن ولم يهتم به ، وعندما سمعنا لاحقاً بقرب نزول اصدار يا رجائي الثاني توقعت ان التكرار في الغالب لا ينجح ولن يستمر، ولكن استمر ابداعه رحمه الله في الثاني والثالث والرابع وهذا يبين مدى حرصه وعنايته في اعماله فلا يقدم الا الجميل والراقي، كما كانت له أعمال مميزة غيرها في مهرجانات وغير ذلك .

ومن أبرز الأناشيد الجميلة التي عملها هي فرشي التراب من كلمات الرائع أحمد الكندري التي كانت لها بصمة رائعة وانتشار كبير أدى إلى أن ربط كل من رثاه بعد وفاته بهذه النشيدة الجميلة ، ومن هنا نعلم أن القيم الراقية والأداء الكبير هو من ينتج هذا الابداع المستمر ، وقد غلبت على أعمال مشاري العرادة الجانب الروحاني المتعلق بالابتهال والثناء على الخالق سبحانه مع وجود بعض الاعمال المتعلقة بفلسطين والتراث الكويتي والجوانب الانسانية.

لم أكن أعرفه رحمه الله معرفة عميقة ولكني حزنت عليه كثيراً فلا يشترط أن تعرف الانسان بعمق حتى تحزن عليه فأعماله وكلماته نسمعها منذ سنوات في فترات متقاربة في يومياتنا مثل غيره من ابرز نجوم الفن الجميل ، واعلم مدى شعبيته واهتمام الناس بأعماله ولكن بعد وفاته رأيب العجب من اهتمام الناس به وحزنهم عليه من شعوب الخليج ورموزها الدعوية وغيرها ، وفي جامعتي بالأردن قام بعض الاخوة بتعزيتي بوفاته وذكروا مدى تعلقهم وتأثرهم بأعماله ، ويبين هذا الأمرى مدى وجود القيم في اعماله وتوازنها فقد اهتم فيها من يميل الى الاسلوب الغنائي العادي والانسان الذي يميل الى الانشاد العادي المعروف وهذه هي القمة في قوة الرسالة وتوازنها ، كما كشفت وفاته عن بعض أعماله الجليلة في الجانب الخيري والانساني تجسدت مع كلماته الجميلة في اعماله فكان فعلاً هو الفنان الانسان...رحمه الله واسأل الله له خير الجزاء والمصير .

السبت، 5 يناير 2019

عدنان إبراهيم ...ظاهرة التمرد إلى طريق الشك أو الإلحاد



بدأت شهرة د.عدنان ابراهيم في أعوام ٢٠٠٨ إلى ٢٠١٠م كشخصية تطرح كثير من الأفكار والمفاهيم الإسلامية وله عناية كبيرة بالفلسفة وعلم الكلام مما جعل كثير من الشباب يتهافتون إليه ومنهم في الكويت من شباب الحركة الإسلامية وغيرهم ، وقد كان قريباً من الإسلاميين وأثنى على كثير من رموزهم القديمة والحديثة ، ولكن الحدث المفصلي والحساس في مسيرته عندما صعد منبره وخطب خطبته الشهيرة التي أساء فيها إلى الصحابي الجليل معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه وما تبعها من تعليقات وظهور له في عدة مناسبات للحديث حول هذا الموضوع كبداية ثم الانطلاق نحو حديث شمل العديد من الصحابة ثم تطور الأمر إلى الحديث عن بعض الثوابت العقدية مثل نزول المسيح وغيرها مروراً ببعض الحديث عن التاريخ الإسلامي ، وقد اصطحب بعض شبهات المستشرقين مثل مدحه للجعد ابن درهم وأنه قتل ظلماً بسبب معارضته السياسية ! وغيرها من الشبهات .

لقد انشطر أتباع عدنان ابراهيم بعد توجهه الأخير بين مبتعد وناقد له وبين معجب به ومتحفظ على بعض أفكاره وبين من ذاب فيه وعشقه في كل أفكاره وحارب من أجله خاصة بقضية الصحابي معاوية التي زامنت اثارتها الربيع العربي وقضايا الاستبداد والثورة ضده ، فقد جعلوا الصحابي الجليل رمزاً من رموز الاستبداد ، وكانت هذه الظاهرة منذ عام ٢٠١١ إلى ٢٠١٣م ، ولكن عندما ظهرت الثورات المضادة صُدم كثير من أتباعه بهجوم شرس ضد الحكم بعهد مرسي وكلام يُفهم منه انتصار للعسكر ، فأصبحت هذه الحادثة وبعدها من الحوادث في هذا السياق هزة عنيفة لكثير من المتأثرين فيه فقد علمهم الثورة على الاستبداد ورأسه الصحابي معاوية رضي الله عنه "في وجهة نظرهم" إلى أن أصبح يذوب مع أنظمة الثورة المضادة ! ووسائلها ، وبقيت معه بعض الفئات بعد هذه التراكمات بين معجب ذائب ومعجب متحفظ على بعض الأفكار..، وقد ضعفت شعبية عدنان منذ عام ٢٠١٦ تقريباً ولكن آثارها مستمرة.

لقد أثارني في هذا الحديث عن عدنان ابراهيم متابعتي لبعض الشباب الذين أعرفهم عن قرب وبعضهم من بعيد كيف تحولت كثير من أفكارهم إلى منحنيات خطيرة بين أصحاب للأفكار الهدامة إلى غوص في عالم الملحدين وأغلبهم كان لعدنان ابراهيم تأثير عليهم! في أحد أطوارهم ، والغريب أنني رأيت كثير من الشباب الذين ليست لهم ميول إسلامية قد تأثروا كذلك بعدنان ابراهيم ! ، وقد حدثت عندي فهذه الفكرة منذ مدة بسؤال جوهري وهو : ماهي علاقة عدنان بظاهرة الهجوم على الأصول مروراً بالإلحاد خاصة وقد عمل بعض الحلقات التي تحارب الإلحاد ! ، والغريب بأني حاورت أحد أساتذة العقيدة في الأردن وذكر لي أن أغلب حواراته مع الشباب الذين لديهم شكوك في الدين أو ذهبوا إلى الإلحاد كان لهم مرور مع عدنان أو قد كانت بدايتهم معه! ، فزادت الفكرة القديمة عندي عمقاً وصلابة ! ، فما هي الأسباب لهذا الأثر والجاذبية؟

1-   أن عدنان من خلال كثير من الآراء قد ساهم في كسر الحواجز والخطوط الحمراء تجاه بعض المفاهيم والأصول الدينية مثل مبالغاته في تأويل النص إذا خالف العقل (طبعاً عقله) ، وكذلك رد أحاديث في البخاري والهجوم على بعض الصحابة وغير ذلك .. مما سبب في الجرأة على الأصول الدينية وفتح المجال نحو التوسع في ذلك حتى فوق الحد الذي يريده عدنان! ، فعندما تم كسر الحاجز فلا يستطيع هو أو غيره أن يوقف من علمهم ثقافة (كسر الحواجز) و (التمرد على الممنوع) أن يوقفهم إلى حد معين؟!.

2-   أن كثير من الشباب والكبار لديهم ضعف كبير في الثقافة الشرعية وتفاصيلها فعرف عدنان كيف يثيرهم بالأسلوب الخطابي الجذاب والاستعراض الجاذب لأفكاره من خلال الصوت ولغة الجسد وعرض الكتب فظنوا بصواب ما يقول ودقته .

3-   أن كثير من الشباب لم يجدوا من الدائرة المحيطة من الرموز الشرعية من يشبع لهم رغبتهم في المطالعة الشرعية بطريقة جذابة وعصرية واستخدام للمنطق والعقل والأسلوب الخطابي ، كما لا تجعلنا الخصومة ان ننفي وجود فوائد علمية ومهمة عنده في حلقاته وخطبه ، كما أن عدنان متواجد بشكل مستمر وقريب من الناس في خطبة أسبوعية منهجية وتواجد في كثير من وسائل التواصل للجواب عن الأسئلة والتطورات الفكرية والسياسية ، كما لعبت بعض القنوات المشبوهة دور مهم في تلميعه.


4-   نزعة التمرد الموجودة عند الشباب بنقد التراث والمألوف كما أن كثير من الرموز الشرعية ساهمت في كثير من آرائها الفقهية ومواقفها السياسية بردة فعل نحو من يهاجم هذه الثقافة ، وقد ساهم الربيع العربي بلا شك في تنمية هذه الحالة النفسية والسلوكية .

هذه أبرز النقاط التي خرجت منها في هذه الكلمات ، وحقيقة أنا لست مع الرأي الذي يتبنى أن عدنان إبراهيم جاهل في العلم الشرعي أو لديه قصور معرفي ، وهذا لا شك فيه توصيف غير دقيق والأصوب هو وجود الأهلية الشرعية والمعرفية عنده مع وجود تعمد التلاعب والتزييف تارة مع الذوبان في ثقافة المستشرقين والحداثيين تارة أخرى ، ربما ضعفت ظاهرة عدنان ولكنها لم تنتهي مطلقاً وستأتي كثير من الظواهر القريبة والبعيدة ، ومن الأفضل مواجهتها بالتأصيل المنهجي الوسطي والقريب من الناس فهذا هو حل المواكبة مع الموجة الجديدة التي ساهمت في تفجيرها وزيادتها وسائل التواصل والظروف المحلية والبيئية في الإقليم.

الثلاثاء، 1 يناير 2019

السيد عبدالله بشارة و"أزمته في التحضر"



كتب السيد الفاضل عبدالله بشارة بزاويته في جريدة القبس عن حكم المحكمة الدستورية الذي نتج عنه سقوط عضوية بعض النواب الأفاضل مثل د.وليد الطبطبائي ود.جمعان الحربش ، ولا أعلم سبب تلك "الدراما" التي صنعها لأحداث ما بعد الحكم ، ووضع فيها عدة مصطلحات وحوادث لا يُفهم من اقحامها الا أنه أراد حشرها عنوة في مقاله ليصل مع القارئ لنتيجة هو يريد ترسيخها في ذهن القارئ ، لقد طرح السيد عبدالله بشارة بعض النتائج التي أبرز فيها "حراك غير متحضر وقبلي ثم حزبي" والمفاجأة تحديده بالحدسي "الحركة الدستورية الإسلامية"!

لقد حاول السيد بشارة شيطنة أي ردة فعل تجاه حكم المحكمة "الذي نقدره عملياً كنتيجة خرجت من سلطة مهمة ومقدرة في الدولة" ومن حق جميع الناس مع تقديرهم العملي  نقده ومناقشته من غير اساءة وسوء ، والواضح لكل متابع أن الرأي المخالف لحكم المحكمة تبناه العديد من الخبراء والشخصيات "الأغلب" التي لا تنتمي لأحد القبائل وكما  تتعارض مع أفكار وكيان الحركة الدستورية الإسلامية فكيف خرج بهذه النتيجة العجيبة!!، كما أن ردود الأفعال كانت في الغالب بحدود النقد والتعليق دون اساءة وفوضى ، لذلك أرى أن السيد بشارة وضع هذه الدراما وحشر فيها أدوات الصراع من "قبائل ، أحزاب ، حدس،.." ليخاطب شريحة تريد هذه النتيجة أو يريد هو أن يقنعهم بها! ، وماذا عن موضوع سقوط عضوية أحد النواب سابقاً الذي وقفت الحكومة معه فهل ثارت ثائرة وفزعة السيد بشارة للمحكمة وقتها !؟

تطرقت للسيد عبدالله بشارة بما يمثله من رأي وتاريخ مقدر عند فئات كثيرة في المجتمع وأنا منهم مع اختلافي مع كثير من أفكاره وتصرفاته التي تحتاج لوقفات وتحليل ، ولما لهذا الفكر من خطورة وتزوير لعقول الناس يُراد فرضها وتسويقها بثوب "جميل" بعد أن سوقها غيره بثوب "متسخ" في السابق ، كان ولابد من التصدي لهذه الفكرة والله المستعان؛