تظهر الكويت في كل المحافل والمناسبات الخارجية خليجياً وعربياً واسلامياً انها دولة الدستور والقانون والحريات ويكون هذا الامر هو الذي تفاخر فيه الكويت عربياً وخليجياً وابلغ مشهد في ذلك بنهاية التسعينيات في برنامج الاتجاه المعاكس البرنامج الشهير بقناة الجزيرة عندما ظهر النائب السابق والوزير احمد الربعي رحمه الله امام شخص من النظام العراقي البعثي المقبور وقال له الربعي في مشهد لا ينساه كثير من الكويتيين انني اشفق عليك لأنني انتقد السلطة وممارساتها بالكويت ثم اعود وانام مرتاح البال واشعر بالامان انه لن يتعرض لي احد بسبب ما قلته اما انت فالله اعلم ما قد يحصل لك عندما تقول ذلك ، فهل تغيير الامر عن هذا المشهد ام مازال موجوداً؟؟
ان ما نشاهده في الفترة الاخيرة يتناقض بشكل كبير مع ما تتفاخر فيه الكويت سابقاً من حريات وتطبيق للقانون على الجميع فالحريات تم التضييق عليها بشكل كبير وخاصة حرية الكلمة وزاد من السوء سوء عدم تطبيق القانون بمسطرة واحدة على الجميع وصار القانون فقط على المعارضة السياسية ومن ينتمي لها ويؤيدها فأما انصار السلطة والحلفاء فالقانون لا يعرف لهم طريقاً !! ، ولعل المشهد الاخير في قضية الرمز مسلم البراك واضحة جداً ومشاهد الملاحقة له في تطبيق الحكم وسرعتها والتعسف في الطريقة يجعلنا نسأل مجموعة اسئلة مهمة جداً اين الحريات ؟ واين العدالة وتطبيق القانون على الجميع وعدم الانتقائية ؟
ان ميدان الفعل بالكويت بإنتهاك القانون والمحرمات شهد سرقة للناقلات وشهد سرقة الديزل وشهد بناء فندق غير مرخص في مكان مميز ! وشهد ايداعات وتحويلات لنواب في مجلس الامة لاغراض سياسية ! وشهد مشاريع متعطله وتعديات على المال العام ! هل تريدوني اكمل باقي المسلسل ام يكفي ؟ اظن انه يكفي .
ان ميدان الكلام اوضح من ذلك بكثير فهذا نائب في مجلس الصوت الواحد مجلس ربع الامة يقول امام مسمع الناس ان الامير (الله يطول بعمره) اشترى شواربكم عندما عند اقرار حقوق المرأة السياسية !! ومع هذا الاتهام الكبير لرمز الدولة فلا يتحرك شئ ومجلس الكذب الذي يدعي حب الامير لم يرفع الحصانه عن النائب الذي يحب الامير !! وآخر يقول (تبون الحكم يا آل صباح او بتفلونها ) واخر يقول مرفرض يا سمو الامير انك لا تعلم الى اين نحن ذاهبون وآخر يقول في منطقة الرميثية عند مسجد مقامس ان تجاوزتم خطوطنا الحمراء تجاوزنا عن خطوطكم الحمراء وسيوفنا في اغمادها !! واخر يقول ان تفجير موكب جابر الاحمد رحمه الله اعمال وطنية !!! وآخر يقول ياآل الصباح اذا ما تقدرون على الحكم قولوا لنا !! هل تريدونني ان اكمل ؟؟ ام يكفي ؟؟ اظن انه يكفي مع العلم كل هؤلاء لم يحصل لهم شئ !!
تقييد الحريات والانتقائية صارت في الكويت شئ ملموساً لا ينكره الا جاحد والمصيبة الكبرى والخطر الذي يجب الانتباه له ان عدم العدل بين الناس اشد قسوه من ظلم الجميع فالكويت اليوم بحاجة ماسة للعدل الكامل في كل الامور وللامانة عندي قدرة على الاسترسال في ذكر التناقضات في العدالة والحريات على كل المستويات ولكن فيما قلته الكفاية واللبيب بالاشارة يفهم وحفظ الله الكويت حاكم ومحكوم من كل مكروه