لعل هذا العنوان من يقرأه في البداية يظن أنني اتكلم عن أمر كبير مبالغ فيه أو موضوع لا يحتاج ضجة ، ولكن أهمية هذا الموضوع تكمن بعناية الحركة الاسلامية المعاصرة بركنيين مهمين وهما البناء التنظيمي للحركة الاسلامية والعمل المؤسسي بخططه ورؤيته ودقة برامجه وفعالياته والجانب الآخر الدعوة الفردية والإنفتاح على المجتمع والإنتشار ، والحركة الاسلامية خاصة عند مدرسة الامام الشهيد حسن البنا رحمه الله كان لها اهتمام بكلا الأمرين الجانب التنظيمي المؤسسي والانتشار والانفتاح فالإمام الذي اسس تنظيماً دعوياً رائعاً ومحكماً بضوابطه والتزاماته وتماسكه ايضاً كانت له جهود انفتاحية وانتشار دعوي رائع بالمقاهي ودروس الثلاثاء والمؤتمرات الى غير ذلك ،وسأستعرض هنا مشكلة قصور واهمال الحركة الاسلامية للجانب الانفتاحي الجماهيري ولا يعني هذا ان الحركة الاسلامية بالجانب التنظيمي المؤسسي ناجحة بكل جدارة أو لا قصور أو اخفاق ،ولكن الاخفاق بالجانب الأول أكثر.
مظاهر المشكلة :
- قلة البرامج والمنتديات الجماهيرية للحركة الاسلامية وكثرة البرامج الداخلية للمؤسسة .
- ضعف الدعوة الفردية عند افراد الحركة الاسلامية والذاتية الدعوية
- الحياء في الدخول الى المنتديات العامة والمناسبات الاجتماعية والتواصل مع الناس.
- اكتفاء الفرد بالحركة الاسلامية بعلاقاته الداخلية بالتيار وانغلاقه عليها في يومياته وتحركاته.
- الغيبوبة عن الجماهير والتواصل معهم ومعرفة همومهم وأخبارهم وحديث الناس والمجتمع.
- ضعف تشخيص الحالة الفكرية بقناعات الناس في كثير من المجالات بسبب الانعزال عنهم .
- انتشار الشبهات عن الحركة الاسلامية من الاطراف المعادية والإعلام وقلة وجود من يرد عليها ويفندها عند عامة الناس .
- ضعف الإرتباط بالمساجد والانفتاح على المصلين وترتيب الانشطة الجماهيرية فيه .
- قوة الاطراف المعادية للحركة الاسلامية من الملتزمين في نشر فكرهم واقامة الدروس والمحاضرات الجماهيرية بالمساجد والمنتديات الأخرى.
- عدم اجادة كثير من الافراد من الحركة الاسلامية الحديث مع الناس لضعف المهارة الاجتماعية وعدم معرفة الحديث مع عامة الناس بتناول همومهم
- التحرك الاجتماعي والانفتاح ينحصر على العمل السياسي خاصة بوجود انتخابات.
- اغلب الحضور في المنتديات الاجتماعية ودواويين افراد الحركة من افراد الحركة
اسباب المشكلة:
- تضخيم أهمية الصحبة الصالحة وانتقاء الأخيار من الاصدقاء الى درجة عدم بذل الجهد في قوة العلاقة مع غير افراد الحركة الاسلامية.
- عدم الاحساس بالمشكلة والظن ان الامور تمضي بشكل مناسب في انتشار الحركة الاسلامية
- تضخيم دور العمل المؤسسي والتنظيمي وأهميته وآلياته الدقيقة حتى الظن انه السبيل الوحيد لنجاح الحركة الاسلامية.
- تأثير الإعلام واعداء الحركة الاسلامية على التحركات الجماهيرية من خلال تشويه الحركة وضربها .
- ضعف الايمان في الفكرة والحماس لها والتضحية من اجلها
- الكسل الدعوي والحركي والميل الى العزلة وعدم التحرك و(الجلسات الحبية) مع الاصدقاء المقربين من الحركة الاسلامية.
- الانشغال بمهام الحياة وطلب الرزق والاعمال الخارجية والأهتمام بالأمور الجانبية .
- الظن عند بعض الأفراد ان هناك من يسد الجانب الجماهيري غيره.
- تعليق اسباب الفشل دائماً على الآخرين (نظرية المؤامرة)
- الفشل أو الإفشال السياسي للحركة الاسلامية ببعض المواقف تسبب بردة فعل الى الابتعاد عن الناس .
- عدم غرس وتدريب افراد الحركة الاسلامية على التواصل الاجتماعي والدعوة الفردية .
- الظن ان الدعوة الفردية والانتشار الاجتماعي يصادق العمل المؤسسي المتقن (الاحترافية الدعوية)
علاج المشكلة :
- تدريب وتشجيع الافراد على العمل الاجتماعي والتواصل وغرس الدعوة الفردية عند الناس
- استضافة عناصر ناجحة اجتماعية ودعوية في برامج المؤسسة حتى يكونوا مثال واضح وقدوة عملية للاستفادة.
- تنشيط الدروس والمحاضرات والدورات الشرعية والدعوية لعامة الناس .
- عمل المؤتمرات السياسية والفكرية في القضايا التي تهم الحركة الاسلامية لنشرها عندالناس
- توسيع القناعة عند الافراد ان التحرك الاجتماعي والدعوي لا يرتبط بالمناسبات السياسية .
- عمل البرامج والمنتديات الاجتماعية وحث العامة عليها
- بناء القدوات العملية للدعوية الفردية بالممارسة أمام الأفراد.
- اقامة فعاليات جماهيرية بالمناطق واماكن اخرى يتواجد فيها عامة الناس
- الاهتمام بالمساجد والدعوة فيها والربط مع وزارة الأوقاف للتعاون
- تقليل برامج المؤسسة الخاصة وزيادة العامة لتعويد الأفراد على الجماهيرية.
لعلي بعد تناول الظواهر والاسباب والعلاج لهذه المشكلة يحسن بنا ان نشير أن العمل الجماهيري ووالعمل خارج نطاق برامج المؤسسة الدعوية الداخلية فوائده كسر الحواجز وعدم رهبة العوام منه وعدم الشعور بالتقييد والالتزام المؤسسي فيه وعدم الاحساس بثقل الانتساب للمؤسسة الدعوية لمن يتحسس من هذا الأمر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق