إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 28 ديسمبر 2014

الهيئة التنفيذية ...ترفعون الراس




دعيت إلى الحفل الذي أقامته الهيئة التنفيذية للإتحاد الوطني لطلبة الكويت بمناسبة مرور 50 عام على التأسيس ، وهذا الحفل يأتي مع أجواء شهدت تقديم قانون من المجلس وصف بأنه قانون تكميم العمل الطلابي لما ذكر بمواده من محاربة للحريات وإضعاف للعمل النقابي الطلابي وجحود بحق تاريخ الحركة الطلابية الذي نفتخر به كأبناء هذا الوطن وكلما ذهبنا وتعرفنا على مجاميع طلابية من دول الخليج والعالم العربي و الإسلامي نتلقى إشادة كبيرة بالعمل النقابي الكويتي وتاريخه وسقف الحريات الذي وصل له ، والعمل الطلابي الكويتي شهد تخريج عدد كبير من القيادات والفعاليات الكبيرة بكل المستويات المهنية والوظيفية وأصبح قيادات العمل الطلابي نجوم ورموز في الأماكن التي يعملون بها ويتحركون من خلالها بالمجتمع .

حفل التنفيذية كان في قمة الروعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى فقد جمع قيادات العمل الطلابي منذ عقود بكافة الفروع وقد وجدنا الوزراء والنواب والسفراء ورموز متنوعة بالأعمار والأجيال جمعهم العمل الطلابي والنقابي ، كان الحضور كبير جدا فقد اجتهدت اللجنة المنظمة بالدعوة للحفل والمتابعة الكبيرة للدعوات ومن الأمور الجميلة في الحفل الفيلم الرائع الذي عملته اللجنة المنظمة عن مراحل التأسيس لإتحاد الطلبة وتكلم رموز التأسيس عن البدايات والمعاناة والصعوبات والأنجازات التي عايشوها ، وكان الإخراج في قمة الروعة والإعداد كعادة أعمال المخرج عبدالرحمن الخميس .

روعة الحفل أيضا كانت في معرض الصور وكلمة جيل التأسيس ومن أجمل الأمور في الحفل هي تقدير الهيئة التنفيذية للجيل المؤسس للعمل الطلابي من التيار الليبرالي الكويتي فإنتماء الهيئة التنفيذية للتيار الإسلامي لم تمنعهم من العدالة والإنصاف للتاريخ من دعوة التيار الليبرالي ورموزه وإبراز أدوارهم التاريخية وتكريمهم وهذه اللمسة والوقفة الكبيرة هي إضافة كبيرة تستحق التقدير من التيار الإسلامي بأنه ينصف الآخر ولا تحمله خلافاته على الإقصاء والتجاهل .


هذا الحفل كان برعاية سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح في بادرة رائعة من سموه وإلتفاته مهمة تبين مدى تقدير السلطة الكويتية للعمل الطلابي وإحترامه ورد قوي وشديد على كل من شكك بشرعية الهيئة التنفيذية لإتحاد الطلبة التي زكتها الجموع الطلابية ل50 سنة وقدرتها القيادة السياسية ، وهذا الحفل بحضوره ورمزه وفعالياته ورعايته وأنجازاته هو رد ساحق على مقدمي مقترح تكميم العمل الطلابي من نواب المجلس وأيضا لا أنسى شكر الشيخ أحمد الجابر الصباح على دوره المميز وتعاونه مع الأخوة في الهيئة التنفيذية وأشكر اللجنة المنظمة للحفل على جهودها وخاصة الأخ محمد مشعان العتيبي وعبدالرحمن الجراح وعبدالله الفقعان ومشاري ردن الديحاني وبقية الإخوة.

الأحد، 21 ديسمبر 2014

المعتزلة والمأمون في وزارة الأوقاف

إن قصة فرقة المعتزلة التي ظهرت في العصر العباسي بشكل كبير وواضح بمعتقداتها خاصة في عهد المأمون والمعتصم تمثل تجربة مشهودة في التاريخ الإسلامي على الإقصاء من مجموعة فكرية لمجموعة أو مجاميع فكرية مخالفة وأيضاً تمثل مدى إستغلال هذه الحالة من الإقصاء الفكري لتكون من خلال الإستقواء بالسلطة والحاكم أو الدولة ، ربما تتكرر هذه الحالة بقوة في كل زمان ومكان ولا يشترط أن يمثل دور المعتزلة من هو على عقيدتهم وكل الآراء الفكرية لهم بل قد يكون النقيض ولكن الفكر الذي يجتمع عليه من الكل هو الإقصاء للآخر من المخالف الفكري ، وكما كان للمأمون أو المعتصم الدور السلطوي في إقصاء طرف على حساب طرف آخر أيضاً كان للمعتزلة الذين مثلوا الحاشية الدينية والقريبة للسلطة الدور في حث وإثارة السلطة على أهل السنة والعلماء الذين تصدوا لعقيدة المعتزلة وكان أحمد بن أبي دؤاد وغيره من المعتزلة الدور الأبرز في تحريض الحاكم وتقوية مذهب المعتزلة .

هذا الواقع التاريخي الذي ذكرته يتكرر في أكثر مكان وأكثر من زمان ، وما يحدث في وزارة الأوقاف شبيه بالواقع العباسي المشار إليه آنفاً ،فهناك من يعيش دور المعتزلة في المحاولة للسيطرة على الوزارة وإقصاء أي توجه مخالف لهم ،فهناك إقصاء واضح لمن يتبنى الفكر المخالف من خلال الإستغناء عن وجوده أوعدم ترقيته أو نقله في أماكن تحجم من عمله وجهده ، ويمتد هذا التحرك الإقصائي لإستبعاد الرموز الدينية والوعظية والفكرية المخالفة للفكر والتصدي لهم ولأدبياتهم  وتقليل أثرهم ويوم إثر يوم تزيد هذه المحاربة بشكل أكبر حتى قاموا بمؤتمرات فقهية وفكرية لنقاش قضايا كبيرة للأمة تحتاج آراء متعددة ولكن الصدمة أننا لم نشاهد سوى الرأي الواحد والفكر الواحد والرمزية الواحدة! ، ومثلما كان أحمد بن أبي دؤاد المحرض على المخالف للمعتزلة والداعم الأكبر لفكرهم وعقيدتهم عند المأمون والمعتصم يوجد في وزارة الأوقاف أحمد بن أبي دؤاد محرض على الأفكار الأخرى ويحاول بشتى الطرق تزيين هذا الأمر لدى السلطات ..

كان مصير المعتزلة النهاية لسلطتهم وأساليبهم الإقصائية وكان مصير الفكر المقابل البقاء والإنتشار ومن هنا نتبين أن الإقصاء لا يدوم والفكر لا يستطيع أي متسلط أو من يشرعن للتسلط القضاء عليه فلا بد من التعايش وبعد النظر وعدم ظلم أي إنسان بسبب الفكر والإنتماء وإعطاء كل ذي حق حقه وعلى السلطة أن لا تكون كالمعتصم والمأمون بل عليها السماع والإنصاف للمخالف والبعيد والقريب ، لا للإقصاء خاصة وإن كان من يخالفنا يملك حجج بالشرع والمنطق والتاريخ .....تمت

السبت، 13 ديسمبر 2014

خالد السلطان بين جمعة ورفسنجاني والإخوان





١
خالد سلطان السلطان كتب مقال ينصف فيه د.علي جمعة بعنوان (أوافقك وأخالفك) وذكر فيه بعض المسائل التي يوافقه فيها والتي يخالفه فيها بكل أدب 😉

٢
ربما نسي خالد السلطان أن علي جمعة صوفي قبوري أشعري عدو شديد لإبن تيمية وإبن القيم وإبن عبدالوهاب وذهب يستعرض موافقاته معه بأدبه وإنصافه!

٣ 
بل طلب خالد السلطان أن يكون في خندق  واحد مع علي جمعة الصوفي القبوري والأشعري الحاقد على الوهابية لمحاربة الطائفية …كلام جميييل☺️😉

٤
وبمقال قبله يثني خالد السلطان على تصريح لرفسنجاني يستنكر فيه سب الصحابة ويتمنى منه المواصلة ويرحب بهذه الخطوات بإسلوب جميل 😉

٥
وقبل هذا أيضاً خالد السلطان يرحب بالتعاون الإيراني الكويتي متمنياً نجاح كلمة السفير الإيراني بالكويت 😉

٦
وأيضاً أثنى خالد السلطان في وقت قريب على سيد عدنان عبدالصمد وقدراته بالفهم الإقتصادي وخبرته ☺️

٧
والسؤال هنا بعد إستعراض (بعض) وليس (كل) موافقات وملاطفات خالد السلطان مع خصوم العقيدة السلفية النقية! لماذا لا تسلك نفس الأمر مع الإخوان☺️

٨
الجواب بكل بساطة أن خصومة خالد السلطان مع الإخوان والجماعات الحزبية والتكفيرية السرورية ! أكبر من الشيعة والصوفية وو فلا يقبل مجرد إنصافهم

٩
وسبب هذه الخصومة مع الإخوان والجماعات  من خالد السلطان هي حقد وحسد قديم تربى عليه+تقرب وتملق للسلطة وأصحاب النفوذ ممن يعجبهم هذا القربان!

١٠
ومن شدة تقرب خالد السلطان للسلطة هجومه على عبدالله التميمي عندما أحرج جابر المبارك بإعلانه إستلام تبرع لحسينية وقام بالدفاع عن المبارك ☺️

١١
ولا نستطيع نسيان مديح خالد السلطان للأمير بزيارته له بطريقة مبالغ فيها إلى درجة إستنكار بعض تياره على هذا التملق المبالغ فيه😉☺️

١٢
وأيضاً ثناء خالد السلطان على جريدة الوطن بأحد المناسبات بطريقة ربما قال له علي الخليفة (هدي اللعب شيخ☺️) وهو لا يحتاج هذه المبالغة !

١٣
خالد السلطان ماهو موقف الشيخ (بومعاوية السبت) رحمه الله لو شاهدك تقوم بهذه البهذلة للمنهج السلفي وهذا جزء من أجزاء وإن عدت عدنا 
😉

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

سيد قطب رحمه الله والتكفير



١
تطرقت في أكثر من مرة لقضية التكفير عند سيد قطب رحمه الله تعالى وهذا الموضوع أُشبع نقاشاً في مؤلفات ومقالات كثيرة وفي الإعادة إفادة

٢
إتفق الكثير من الأقرباء لسيد قطب  وحتى بعض مخالفيه بأنه صاحب أسلوب أدبي رفيع وموهم أحياناً بعباراته وكذلك مصطلحات مجملة تحتاج إلى بيان

٣
سيد قطب بالإتفاق لم يقم بالتكفير عيناً لأشخاص أو مجتمعات أو دول وهذا يحرر موطن النزاع أكثر بأن الخلاف لفظي وناتج عن فهم السياق والمواضع

٤
الفهم الخاطئ للكلام المنزل أو البشري لا يستلزم حمل النصوص لجانب معين وينطبق هذا على سيد قطب ففهم كلامه لنتيجة معينة لا يستلزم صحة الفهم

٥
الآيات والأحاديث وأقوال السلف قد تفهم بطريقة خاطئة فكيف بأقوال سيد قطب فيتم إستنتاج المعاني بالتحقيق والبحث العلمي الشامل

٦
وأذكر أن الشيخ محمد أحمد الراشد قال لنا أنهم تدارسوا كتب سيد قطب بالعراق مثلاً ولم يفهموا معاني تكفيرية فلا يقاس فهم البعض على الحقيقة

٧
وهنا أضع بعض الأقوال لعبارات أكثر وضوح لموقف سيد قطب من التكفير

٨
نقل المستشار عبدالله العقيل عن سيد قطب قوله(إن مهمتنا ليست إصدار الأحكام على الناس ولكن مهمتنا تعريفهم بحقيقة لا إله إلا الله؛ لأن الناس لا يعرفون مقتضاها الحقيقي وهو التحاكم إلى شريعة الله)(من كتاب أعلام الحركة الإسلامية لعبد الله العقيل صـ 652 ).


٩
هنا يبين مبدأ استخدام القوة لفرض النظام الإسلامي في المكان الذي لا يطبقه وها هو الشهيد يصف المجموعة التي تولى تربيتها عام 65، عندما تم اعتقاله تمهيدًا لإعدامه:(لقد اتفقنا على مبدأ عدم استخدام القوة لقلب نظام الحكم وفرض النظام الإسلامي من أعلى؛ لأن المطالبة بإقامة النظام الإسلامي وتحكيم شريعة الإسلام ليست هي نقطة البدء، وإنما هي نقل المجتمعات ذاتها إلى المفهومات الإسلامية الصحيحة، وتكوين قاعدة إن لم تشمل المجتمع كله، فعلى الأقل تشمل عناصر وقطاعات تملك التوجيه والتأثير في اتجاه المجتمع كله إلى الرغبة والعمل في إقامة النظام الإسلامي). (كتاب شبهات حول الفكر الإسلامي المعاصر- المستشار سالم البهنساوى صـ 237، وكتاب العبقري العملاق سيد قطب صـ83 للأستاذ إبراهيم منير).

١٠
يكمل سيد قطب موضوع فرض النظام الإسلامي يقول رحمه الله.. (ولا بد إذن أن تبدأ الحركات الإسلامية من القاعدة، وهي إحياء مدلول العقيدة الإسلامية في القلوب والعقول، وتربية مَن يقبل هذه الدعوة وهذه المفهومات الصحيحة تربية إسلامية صحيحة.. وعدم محاولة فرض النظام الإسلامي عن طريق الاستيلاء على الحكم قبل أن تكون القاعدة المسلمة في المجتمعات هي التي تطلب النظام الإسلامي لأنها عرفته على حقيقته وتريد أن تحكم به..) (جريدة المسلمون، من مقالة بعنوان لماذا أعدموني؟ ذكرت كلمات وكتابات له).

١١
محمد قطب يتحدث عن أخيه ومفهومه للتكفير (إن كتابات سيد قطب قد تركزت حول موضوع معين ، هو : بيان المعني الحقيقي للا إله إلا الله ، شعوراً منه بأن كثيراً من الناس لا يدركون هذا المعني علي حقيقته ، وبيان المواصفات الحقيقية للإيمان ، كما وردت في الكتاب والسنة ، شعوراً منه بأن كثيرا من هذه المواصفات قد أُهمل ، أو غفل الناس عنه ! ولكنه مع ذلك حرص حرصاً شديداً علي أن يبين أن كلامه هذا ليس مقصودا إصدار أحكام علي الناس ، وإنما المقصود به تعريفهم بما غفلوا عنه من هذه الحقيقة ، ليتبنوا هم لأنفسهم : إن كانوا مستقيمين علي طريق الله كما ينبغي ، أم أنهم بعيدون عن هذه الطريق ، فينبغي إليهم أن يعودوا إليه ....
ولقد سمعته بنفسي أكثر من مرة يقول : " نحن دعاة ولسنا قضاة " إن مهمتنا ليست إصدار الأحكام علي الناس ، ولكن مهمتنا تعريفهم بحقيقة " لا إله إلا الله " لأن الناس لا يعرفون مقتضاها الحقيقي ، وهو التحاكم إلي شريعة الله ! كما سمعته أكثر من مرة يقول :إن الحكم علي الناس يستلزم وجود قرينة قاطعة لا تقبل الشك ! وهذا أمر ليس في أيدينا ، ولذلك نحن لا نتعرض لقضية الحكم علي الناس ، فضلا عن كوننا دعوة ولسنا دولة ، دعوة مهمتنا بيان الحقائق للناس ، لا إصدار الأحكام عليهم ....
أما بالنسبة لقضية المفاصلة ، فقد بين في كلامه أنها المفاصلة الشعورية ، التي لابد أن تنشأ تلقائياً في حس المسلم الملتزم ، تجاه من لا يلتزمون بأوامر الإسلام ، ولكنها ليست المفاصلة الحسية المادية ، فنحن نعيش في هذا المجتمع ، وندعوه إلي حقيقة الإسلام ، ولا نعتزله ! وإلا فكيف ندعوه ؟) .

١٢
هنا يفرق سيد قطب بين العالم الإسلامي بشكل عام والمجتمع المطبق للشريعة  ويقول: (.. وإن يوم الخلاص لقريب وإن الفجر ليبعث خيوطه، وإن النور يتشقق به الأفق، ولن ينام هذا العالم الإسلامي بعد صحوته ولن يموت هذا العالم الإسلامي بعد بعثه، ولن تموت العقيدة الحية التي قادته في كفاحه) إ. هـ (في ظلال القرآن جـ2 صـ940) فهل هذا كلام مَن يكفر الشعوب أم من يحرص عليها ويضع أمله فيها، ويعرف مواطن الضعف والقوة.


١٣
سيد قطب يفرق بين الأمة المسلمة كديانة وبين الأمة المطبقة للشريعة ايضاً (وقد بهتت صورة الزكاة في حسِّنا وحسِّ الأجيال التعيسة من الأمة الإسلامية التي لم تشهد نظام الإسلام مطبقًا في عالم الواقع ولم تشهد هذا النظام يقوم على أساس التصور الإيماني والتربية الإيمانية) إ. هـ (الظلال سورة البقرة الآية 177)
فالأستاذ سيد وصف الأمة اليوم بالأمة الإسلامية رغم أنه يراها أمة تعيسة ولم تطبق أحكام الإسلام في واقعها، فلم ينف عنها إسلامها.

١٤
هنا يبين سيد قطب بالتحقيق معه الفرق بين المسلم المنتمي للجماعة وبين المسلم العادي هنا يبين أنه لا يكفر أحد:

س: فلم التمييز بين أفراد هذه الجماعة وبين المسلمين قاطبةً وهم جميعًا أصحاب عقيدة وأهداف وبرنامج؟
أجاب: التمييز- في رأيي- ليس تمييز شخص على شخص، ولكن فقط باعتبار أن الجماعة ذات برنامج، وأن كل فردٍ مرتبط بهذا البرنامج لتحقيق الإسلام عمليًّا، وهذا هو وجه التمييز في رأيي (لماذا أعدموني) 

١٥
الشيخ فيصل مولوي رحمه الله يذكر نص لسيد قطب يفرق بين الأمة وبين الفرد وتطبيق الشريعة في تفسير قوله تعالى في سورة الأنفال: (والذين آمنوا ولم يهاجروا، ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر، إلا على قوم بينهم وبينكم ميثاق). يقول سيد قطب: (فهؤلاء الأفراد ليسوا أعضاء في المجتمع المسلم, ومن ثم لا تكون بينهم وبينه ولاية, ولكن هناك رابطة العقيدة) فالسيد قطب لم يحكم على هؤلاء المسلمين بالردة مع أنهم يعيشون خارج المجتمع المسلم, واحتفظ لهم بصحة العقيدة, وذلك هو الموقف الصحيح لأن الله تعالى وصفهم بالايمان .

١٦
هنا يبين سيد قطب أن الأصل بالمسلم الإسلام بظاهره وهذا الكلام بسورة النساء وآخر سور فسرها قبل الإعدام رضي الله عنه  في تفسير قوله تعالى في سورة النساء: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا...) يقول السيد رحمه الله: (يأمر الله المسلمين إذا خرجوا غزاة, ألا يبدأوا بقتال أحد أو قتله حتى يتبينوا, وأن يكتفوا بظاهر الإسلام في كلمة اللسان, إذ لا دليل يناقض كلمة اللسان) فيقول الشيخ فيصل مولوي :(السيد يكتفي هنا بظاهر الإسلام في كلمة اللسان، ويعتبر الانسان بذلك مسلماً معصوم الدمّ، ولوقلنا أنّ سيد قطب يعتبر المؤذن مرتداً بمعنى الكفر واستباحة الدم، لكان هذا متناقضاً مع ما ورد في تفسير هذه الآية عند السيد قطب نفسه رحمه الله).

١٧
هذا ملخص للموضوع وبإذن الله قريباً سأكتب مقال تفصيلي بهذا الموضوع (تهمة سيد قطب والتكفير) وبعده كتاب سيد قطب شبهات وردود أعانني الله عليه

السبت، 6 ديسمبر 2014

محمد الجسمي ... كما سمعت


كل فترة يغيب عنا أحد شباب الدعوة أو مشايخها ورموزها ، وفي كل حالة وفاة لكل شخص يقف شباب الدعوة وقفات يتذكرون بها أصحابهم ومعارفهم من الدعاة ويذكرون مناقبهم وأحداث جمعتهم ومواقف جميلة حدثت معهم ، ونجد هذا التفاعل لا يتوقف مع الأصدقاء والمعارف بل يتجاوز ذلك بكثير إلى أوساط وشرائح مختلفة ومتنوعة وبعيدة ، وهذه الوقفات والظواهر مهمة ورائعة وحق من حقوق الداعية الى الله مع إخوانه الدعاة بذكر المناقب ونشر سيرته ليعرفها القريب والبعيد وليس في ذلك أي نوع من أنواع المبالغة فوجود الإنسان الصالح الداعية الى الله صاحب الخلق الحسن المهتم بإنجازاته في الحياة عملة نادرة وقليلة في هذا الزمن الغارق في الفتن والشهوات وملذات الحياة التي يسهل ان تجعل الشاب ينجرف إليها ، وكما أن الواقع يفرض علينا أسماء بنجوميات كبيرة وهم بالحقيقة قضوا أعمارهم لأهداف تافهة أو بسيطة فمن حق شباب الدعوة أن يكون لهم التميز بالذكر وتخليد أفعالهم ومواقفهم الطيبة حتى يكونوا خير قدرات لمن هم مثلهم بالدعوة أو خارجها من الشباب ، وكما أن الوقوف مع العزيز والصديق والبر معه بحياته ومماته قمة الوفاء والمرجلة وإظهار لزكاة العلاقة وأيضاً فمن جمال هذه الدعوة المباركة أن لا تنس من ينتسب إليها ويقضي أجمل سنين عمره معها باذلاً ومضحياً وعاملاً فالوفاء عند الموت قمة الخلق العظيم المشرف.

منذ أيام ودعنا الأخ الدكتور محمد خالد الجسمي رحمه الله وقد توفي بعد فترة قضاها في غيبوبة بعد حادث حصل له ، في الحقيقة أنا لا أعرف هذا الإنسان إلا بالإسم وربما واجهته بعض المرات في بعض المناسبات التي نلتقي بها مع شباب الدعوة ولكنني لم أسمع عنه إلا كل خير وثناء من القريبين منه ومعارفه قبل وفاته وبعد وفاته رحمه الله ومن شدة الثناء عليه وذكره الحسن أحببته بعد وفاته خاصة أن من يثني عليه ويزكيه هم من أثق بهم وبشهادتهم بشكل كبير وعلى علم بأخلاقهم وببذلهم للدعوة وأنهم لا يثنون على أحد إلا اذا كان مميزاً بالفعل ، ومما سمعته عنه رحمه الله عدة أمور:

١- حفظه للقرآن الكريم وهذه عملة نادرة وتوفيق من الله أن يسخر الإنسان لحفظ كتابه في بيئة مادية ودنيوية تجعل الإنسان في وحشة مع كتاب الله تعالى. 

٢- أخلاقه الحسنه وهذا ما تبين من ثناء إخوانه بالدعوة من المربين الكبار أو من هم في عمره أو الشباب الأصغر منه عمراً الذين عرفوه بالعمل معه في الدعوة عموماً ونادي التميز خصوصاً ، ولاحظت أيضاً ثناء شديد له رحمه الله من الزملاء في دراسته وفي الوظيفة وظهر عليهم الحزن لوفاته وحسن الخلق مع البعيد والقريب من الأمور المهمة التي لا تنفك ابداً عن الداعية.

٣- اشتغاله في العمل التربوي بالدعوة ومن يعيش في هذه الدعوة يعلم أن من يستمر في العمل التربوي مع الشباب الناشئة بعمر المتوسطة والثانوي هو موفق لأمر يندر البقاء فيه والأستمرار خاصة في هذا الزمن الذي يحب فيه الكثير من الدعاة الأمور السهلة والبسيطة وتقديم القليل من الواجبات والميل إلى الراحة والتنظير .

٤- إشتغاله في مهنة الطب وهذا الأمر يعطي صورة رائعة للداعية المتخصص في الطب وبعض العلوم المهمة بالحياة حتى لا تكون هذه المهن بعيدة عن شباب الدعوة ولا يتصور الناس أن الدعاة والملتزمين عموماً بعيدين عن هذه الأمور.

٥- بر الوالدين والسعي نحو رضاهم والكثير من الشباب للأسف حتى بعض شباب الدعوة لديه تقصير مع أهله حتى أحياناً بسبب الإنشغال بالدعوة!

٦- همته العالية وحرقته وتجد هذا الأمر عند الداعية عندما يكون حديثه الدائم عن الدعوة والأمة وكيف نتطور وننهض بهم جميعاً ويفكر دائماً بالوسائل المفيدة للتقدم ويتألم عندنا تضعف هذه الأمور حتى أنه كان لديه مشروع طبي تطوعي تمنى أن يتم إنجازه وإخوانه من بعد وفاته على قدرة لتحقيق أمنيته و(إنما الأعمال بالنيات)

لقد توفي كثير من الشباب الذين لا أعرفهم في صفوف الدعوة وربما أعرفهم بشكل بسيط ولكن حقيقة لا أعلم سبب أهتمامي بهذا الإنسان بعد وفاته وحب السماع عنه ، هناك سر عنده الله أعلم به وهناك توفيق من الله تعالى له ، لا أظن هناك أمر يتمناه الأنسان بعد وفاته مثلما يتمنى أن يترك أثراً يديم أجره وذكره الحسن.

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

أنصفوا ...الهجاري

الدكتور الفاضل محمد الهجاري المطيري يعمل أستاذ منتدب في جامعة الكويت ، وفي أحد محاضراته لمادة الثقافة الإسلامية طرح موضوع (زواج المتعة) فقام بالإجابة وفقاً لمذهب أهل السنة الجماعة السائد في الكويت والسائد طبعاً في شعبته وجامعة الكويت ، وتم اجتزاء حواره مع بعض الطالبات بطريقة معينة أراد من قام بهذا التسجيل إيقاعه في صورة معينة بأنه يضرب المذهب الشيعي ، وبعد هذه الحادثة تمت الشكوى عليه ونتيجة للضغوط تم انهاء انتدابه ولي مع هذا الحدث عدة وقفات :

١- نحن في نهاية عام ٢٠١٤ ويتم التعامل مع دكتور فاضل بهذه الطريقة الساذجة من إدارة الجامعة دون تحقيق أو محاسبة واضحة أو طريقة تجعل الدكتور يقول رأيه وماحدث معه بكل وضوح وصراحة!


٢- أين كلية الشريعة وعميدها من الوقوف مع الدكتور في هذا الموضوع وهو يقول رأيه الفقهي السائد في البلد ؟! على الأقل لماذا لم تطالبوا بإنصافه على الأقل!؟


٣- لاحظنا التحرك القوي من بعض نواب الشيعة بهذا الحماس الشديد وهذه التحركات الرخيصة كالعادة هي من تزيد الشحن الطائفي ثم يكذبون بعدها بأنهم رعاة الوحدة الوطنية ! ، فأين نواب مجلس الصوت الواحد من هذا الأمر خاصة من يسمى بالإسلاميين منهم !؟


٤- التسجيل على استاذ المادة طريقة خسيسة يجب رفضها ومحاربتها مع الدكتور الهجاري أو غيره فلمكان العلم خصوصيته وهذه ظاهرة ان لم تتم محاربتها بشكل واضح سيكون هناك مسلسل من القضايا والفتن 


٥- بعض القوى الطلابية مشكورة لها دور جيد في هذا الملف واتمنى الزيادة في التحركات وكذلك على بعض القوائم الصامتة التحرك وترك التكسبات الانتخابية ومراعاة المشاعر على حساب الحقيقة .


٦- جمعية أعضاء هيئة التدريس عليها واجب كبير بحماية الأساتذة فإذا أُخذ حق محمد الهجاري بصمت منكم سيكون حلقة من مسلسل طويل مشجع للإدارة الجامعية نتيجة سكوتكم .


الظلم أمر كبير وخطير على الإنسان خاصة اذا أحس بأنه لم يخطئ ولم يخالف القانون وفوق هذا يتم معاملته دون ادنى إنصاف وتوازن في التعامل مع الموضوع والتسلسل في الردع والمحاسبة بشكل يرتقي بالعملية التعليمية والأكاديمية .