إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 28 ديسمبر 2014

الهيئة التنفيذية ...ترفعون الراس




دعيت إلى الحفل الذي أقامته الهيئة التنفيذية للإتحاد الوطني لطلبة الكويت بمناسبة مرور 50 عام على التأسيس ، وهذا الحفل يأتي مع أجواء شهدت تقديم قانون من المجلس وصف بأنه قانون تكميم العمل الطلابي لما ذكر بمواده من محاربة للحريات وإضعاف للعمل النقابي الطلابي وجحود بحق تاريخ الحركة الطلابية الذي نفتخر به كأبناء هذا الوطن وكلما ذهبنا وتعرفنا على مجاميع طلابية من دول الخليج والعالم العربي و الإسلامي نتلقى إشادة كبيرة بالعمل النقابي الكويتي وتاريخه وسقف الحريات الذي وصل له ، والعمل الطلابي الكويتي شهد تخريج عدد كبير من القيادات والفعاليات الكبيرة بكل المستويات المهنية والوظيفية وأصبح قيادات العمل الطلابي نجوم ورموز في الأماكن التي يعملون بها ويتحركون من خلالها بالمجتمع .

حفل التنفيذية كان في قمة الروعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى فقد جمع قيادات العمل الطلابي منذ عقود بكافة الفروع وقد وجدنا الوزراء والنواب والسفراء ورموز متنوعة بالأعمار والأجيال جمعهم العمل الطلابي والنقابي ، كان الحضور كبير جدا فقد اجتهدت اللجنة المنظمة بالدعوة للحفل والمتابعة الكبيرة للدعوات ومن الأمور الجميلة في الحفل الفيلم الرائع الذي عملته اللجنة المنظمة عن مراحل التأسيس لإتحاد الطلبة وتكلم رموز التأسيس عن البدايات والمعاناة والصعوبات والأنجازات التي عايشوها ، وكان الإخراج في قمة الروعة والإعداد كعادة أعمال المخرج عبدالرحمن الخميس .

روعة الحفل أيضا كانت في معرض الصور وكلمة جيل التأسيس ومن أجمل الأمور في الحفل هي تقدير الهيئة التنفيذية للجيل المؤسس للعمل الطلابي من التيار الليبرالي الكويتي فإنتماء الهيئة التنفيذية للتيار الإسلامي لم تمنعهم من العدالة والإنصاف للتاريخ من دعوة التيار الليبرالي ورموزه وإبراز أدوارهم التاريخية وتكريمهم وهذه اللمسة والوقفة الكبيرة هي إضافة كبيرة تستحق التقدير من التيار الإسلامي بأنه ينصف الآخر ولا تحمله خلافاته على الإقصاء والتجاهل .


هذا الحفل كان برعاية سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح في بادرة رائعة من سموه وإلتفاته مهمة تبين مدى تقدير السلطة الكويتية للعمل الطلابي وإحترامه ورد قوي وشديد على كل من شكك بشرعية الهيئة التنفيذية لإتحاد الطلبة التي زكتها الجموع الطلابية ل50 سنة وقدرتها القيادة السياسية ، وهذا الحفل بحضوره ورمزه وفعالياته ورعايته وأنجازاته هو رد ساحق على مقدمي مقترح تكميم العمل الطلابي من نواب المجلس وأيضا لا أنسى شكر الشيخ أحمد الجابر الصباح على دوره المميز وتعاونه مع الأخوة في الهيئة التنفيذية وأشكر اللجنة المنظمة للحفل على جهودها وخاصة الأخ محمد مشعان العتيبي وعبدالرحمن الجراح وعبدالله الفقعان ومشاري ردن الديحاني وبقية الإخوة.

الأحد، 21 ديسمبر 2014

المعتزلة والمأمون في وزارة الأوقاف

إن قصة فرقة المعتزلة التي ظهرت في العصر العباسي بشكل كبير وواضح بمعتقداتها خاصة في عهد المأمون والمعتصم تمثل تجربة مشهودة في التاريخ الإسلامي على الإقصاء من مجموعة فكرية لمجموعة أو مجاميع فكرية مخالفة وأيضاً تمثل مدى إستغلال هذه الحالة من الإقصاء الفكري لتكون من خلال الإستقواء بالسلطة والحاكم أو الدولة ، ربما تتكرر هذه الحالة بقوة في كل زمان ومكان ولا يشترط أن يمثل دور المعتزلة من هو على عقيدتهم وكل الآراء الفكرية لهم بل قد يكون النقيض ولكن الفكر الذي يجتمع عليه من الكل هو الإقصاء للآخر من المخالف الفكري ، وكما كان للمأمون أو المعتصم الدور السلطوي في إقصاء طرف على حساب طرف آخر أيضاً كان للمعتزلة الذين مثلوا الحاشية الدينية والقريبة للسلطة الدور في حث وإثارة السلطة على أهل السنة والعلماء الذين تصدوا لعقيدة المعتزلة وكان أحمد بن أبي دؤاد وغيره من المعتزلة الدور الأبرز في تحريض الحاكم وتقوية مذهب المعتزلة .

هذا الواقع التاريخي الذي ذكرته يتكرر في أكثر مكان وأكثر من زمان ، وما يحدث في وزارة الأوقاف شبيه بالواقع العباسي المشار إليه آنفاً ،فهناك من يعيش دور المعتزلة في المحاولة للسيطرة على الوزارة وإقصاء أي توجه مخالف لهم ،فهناك إقصاء واضح لمن يتبنى الفكر المخالف من خلال الإستغناء عن وجوده أوعدم ترقيته أو نقله في أماكن تحجم من عمله وجهده ، ويمتد هذا التحرك الإقصائي لإستبعاد الرموز الدينية والوعظية والفكرية المخالفة للفكر والتصدي لهم ولأدبياتهم  وتقليل أثرهم ويوم إثر يوم تزيد هذه المحاربة بشكل أكبر حتى قاموا بمؤتمرات فقهية وفكرية لنقاش قضايا كبيرة للأمة تحتاج آراء متعددة ولكن الصدمة أننا لم نشاهد سوى الرأي الواحد والفكر الواحد والرمزية الواحدة! ، ومثلما كان أحمد بن أبي دؤاد المحرض على المخالف للمعتزلة والداعم الأكبر لفكرهم وعقيدتهم عند المأمون والمعتصم يوجد في وزارة الأوقاف أحمد بن أبي دؤاد محرض على الأفكار الأخرى ويحاول بشتى الطرق تزيين هذا الأمر لدى السلطات ..

كان مصير المعتزلة النهاية لسلطتهم وأساليبهم الإقصائية وكان مصير الفكر المقابل البقاء والإنتشار ومن هنا نتبين أن الإقصاء لا يدوم والفكر لا يستطيع أي متسلط أو من يشرعن للتسلط القضاء عليه فلا بد من التعايش وبعد النظر وعدم ظلم أي إنسان بسبب الفكر والإنتماء وإعطاء كل ذي حق حقه وعلى السلطة أن لا تكون كالمعتصم والمأمون بل عليها السماع والإنصاف للمخالف والبعيد والقريب ، لا للإقصاء خاصة وإن كان من يخالفنا يملك حجج بالشرع والمنطق والتاريخ .....تمت

السبت، 13 ديسمبر 2014

خالد السلطان بين جمعة ورفسنجاني والإخوان





١
خالد سلطان السلطان كتب مقال ينصف فيه د.علي جمعة بعنوان (أوافقك وأخالفك) وذكر فيه بعض المسائل التي يوافقه فيها والتي يخالفه فيها بكل أدب 😉

٢
ربما نسي خالد السلطان أن علي جمعة صوفي قبوري أشعري عدو شديد لإبن تيمية وإبن القيم وإبن عبدالوهاب وذهب يستعرض موافقاته معه بأدبه وإنصافه!

٣ 
بل طلب خالد السلطان أن يكون في خندق  واحد مع علي جمعة الصوفي القبوري والأشعري الحاقد على الوهابية لمحاربة الطائفية …كلام جميييل☺️😉

٤
وبمقال قبله يثني خالد السلطان على تصريح لرفسنجاني يستنكر فيه سب الصحابة ويتمنى منه المواصلة ويرحب بهذه الخطوات بإسلوب جميل 😉

٥
وقبل هذا أيضاً خالد السلطان يرحب بالتعاون الإيراني الكويتي متمنياً نجاح كلمة السفير الإيراني بالكويت 😉

٦
وأيضاً أثنى خالد السلطان في وقت قريب على سيد عدنان عبدالصمد وقدراته بالفهم الإقتصادي وخبرته ☺️

٧
والسؤال هنا بعد إستعراض (بعض) وليس (كل) موافقات وملاطفات خالد السلطان مع خصوم العقيدة السلفية النقية! لماذا لا تسلك نفس الأمر مع الإخوان☺️

٨
الجواب بكل بساطة أن خصومة خالد السلطان مع الإخوان والجماعات الحزبية والتكفيرية السرورية ! أكبر من الشيعة والصوفية وو فلا يقبل مجرد إنصافهم

٩
وسبب هذه الخصومة مع الإخوان والجماعات  من خالد السلطان هي حقد وحسد قديم تربى عليه+تقرب وتملق للسلطة وأصحاب النفوذ ممن يعجبهم هذا القربان!

١٠
ومن شدة تقرب خالد السلطان للسلطة هجومه على عبدالله التميمي عندما أحرج جابر المبارك بإعلانه إستلام تبرع لحسينية وقام بالدفاع عن المبارك ☺️

١١
ولا نستطيع نسيان مديح خالد السلطان للأمير بزيارته له بطريقة مبالغ فيها إلى درجة إستنكار بعض تياره على هذا التملق المبالغ فيه😉☺️

١٢
وأيضاً ثناء خالد السلطان على جريدة الوطن بأحد المناسبات بطريقة ربما قال له علي الخليفة (هدي اللعب شيخ☺️) وهو لا يحتاج هذه المبالغة !

١٣
خالد السلطان ماهو موقف الشيخ (بومعاوية السبت) رحمه الله لو شاهدك تقوم بهذه البهذلة للمنهج السلفي وهذا جزء من أجزاء وإن عدت عدنا 
😉

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

سيد قطب رحمه الله والتكفير



١
تطرقت في أكثر من مرة لقضية التكفير عند سيد قطب رحمه الله تعالى وهذا الموضوع أُشبع نقاشاً في مؤلفات ومقالات كثيرة وفي الإعادة إفادة

٢
إتفق الكثير من الأقرباء لسيد قطب  وحتى بعض مخالفيه بأنه صاحب أسلوب أدبي رفيع وموهم أحياناً بعباراته وكذلك مصطلحات مجملة تحتاج إلى بيان

٣
سيد قطب بالإتفاق لم يقم بالتكفير عيناً لأشخاص أو مجتمعات أو دول وهذا يحرر موطن النزاع أكثر بأن الخلاف لفظي وناتج عن فهم السياق والمواضع

٤
الفهم الخاطئ للكلام المنزل أو البشري لا يستلزم حمل النصوص لجانب معين وينطبق هذا على سيد قطب ففهم كلامه لنتيجة معينة لا يستلزم صحة الفهم

٥
الآيات والأحاديث وأقوال السلف قد تفهم بطريقة خاطئة فكيف بأقوال سيد قطب فيتم إستنتاج المعاني بالتحقيق والبحث العلمي الشامل

٦
وأذكر أن الشيخ محمد أحمد الراشد قال لنا أنهم تدارسوا كتب سيد قطب بالعراق مثلاً ولم يفهموا معاني تكفيرية فلا يقاس فهم البعض على الحقيقة

٧
وهنا أضع بعض الأقوال لعبارات أكثر وضوح لموقف سيد قطب من التكفير

٨
نقل المستشار عبدالله العقيل عن سيد قطب قوله(إن مهمتنا ليست إصدار الأحكام على الناس ولكن مهمتنا تعريفهم بحقيقة لا إله إلا الله؛ لأن الناس لا يعرفون مقتضاها الحقيقي وهو التحاكم إلى شريعة الله)(من كتاب أعلام الحركة الإسلامية لعبد الله العقيل صـ 652 ).


٩
هنا يبين مبدأ استخدام القوة لفرض النظام الإسلامي في المكان الذي لا يطبقه وها هو الشهيد يصف المجموعة التي تولى تربيتها عام 65، عندما تم اعتقاله تمهيدًا لإعدامه:(لقد اتفقنا على مبدأ عدم استخدام القوة لقلب نظام الحكم وفرض النظام الإسلامي من أعلى؛ لأن المطالبة بإقامة النظام الإسلامي وتحكيم شريعة الإسلام ليست هي نقطة البدء، وإنما هي نقل المجتمعات ذاتها إلى المفهومات الإسلامية الصحيحة، وتكوين قاعدة إن لم تشمل المجتمع كله، فعلى الأقل تشمل عناصر وقطاعات تملك التوجيه والتأثير في اتجاه المجتمع كله إلى الرغبة والعمل في إقامة النظام الإسلامي). (كتاب شبهات حول الفكر الإسلامي المعاصر- المستشار سالم البهنساوى صـ 237، وكتاب العبقري العملاق سيد قطب صـ83 للأستاذ إبراهيم منير).

١٠
يكمل سيد قطب موضوع فرض النظام الإسلامي يقول رحمه الله.. (ولا بد إذن أن تبدأ الحركات الإسلامية من القاعدة، وهي إحياء مدلول العقيدة الإسلامية في القلوب والعقول، وتربية مَن يقبل هذه الدعوة وهذه المفهومات الصحيحة تربية إسلامية صحيحة.. وعدم محاولة فرض النظام الإسلامي عن طريق الاستيلاء على الحكم قبل أن تكون القاعدة المسلمة في المجتمعات هي التي تطلب النظام الإسلامي لأنها عرفته على حقيقته وتريد أن تحكم به..) (جريدة المسلمون، من مقالة بعنوان لماذا أعدموني؟ ذكرت كلمات وكتابات له).

١١
محمد قطب يتحدث عن أخيه ومفهومه للتكفير (إن كتابات سيد قطب قد تركزت حول موضوع معين ، هو : بيان المعني الحقيقي للا إله إلا الله ، شعوراً منه بأن كثيراً من الناس لا يدركون هذا المعني علي حقيقته ، وبيان المواصفات الحقيقية للإيمان ، كما وردت في الكتاب والسنة ، شعوراً منه بأن كثيرا من هذه المواصفات قد أُهمل ، أو غفل الناس عنه ! ولكنه مع ذلك حرص حرصاً شديداً علي أن يبين أن كلامه هذا ليس مقصودا إصدار أحكام علي الناس ، وإنما المقصود به تعريفهم بما غفلوا عنه من هذه الحقيقة ، ليتبنوا هم لأنفسهم : إن كانوا مستقيمين علي طريق الله كما ينبغي ، أم أنهم بعيدون عن هذه الطريق ، فينبغي إليهم أن يعودوا إليه ....
ولقد سمعته بنفسي أكثر من مرة يقول : " نحن دعاة ولسنا قضاة " إن مهمتنا ليست إصدار الأحكام علي الناس ، ولكن مهمتنا تعريفهم بحقيقة " لا إله إلا الله " لأن الناس لا يعرفون مقتضاها الحقيقي ، وهو التحاكم إلي شريعة الله ! كما سمعته أكثر من مرة يقول :إن الحكم علي الناس يستلزم وجود قرينة قاطعة لا تقبل الشك ! وهذا أمر ليس في أيدينا ، ولذلك نحن لا نتعرض لقضية الحكم علي الناس ، فضلا عن كوننا دعوة ولسنا دولة ، دعوة مهمتنا بيان الحقائق للناس ، لا إصدار الأحكام عليهم ....
أما بالنسبة لقضية المفاصلة ، فقد بين في كلامه أنها المفاصلة الشعورية ، التي لابد أن تنشأ تلقائياً في حس المسلم الملتزم ، تجاه من لا يلتزمون بأوامر الإسلام ، ولكنها ليست المفاصلة الحسية المادية ، فنحن نعيش في هذا المجتمع ، وندعوه إلي حقيقة الإسلام ، ولا نعتزله ! وإلا فكيف ندعوه ؟) .

١٢
هنا يفرق سيد قطب بين العالم الإسلامي بشكل عام والمجتمع المطبق للشريعة  ويقول: (.. وإن يوم الخلاص لقريب وإن الفجر ليبعث خيوطه، وإن النور يتشقق به الأفق، ولن ينام هذا العالم الإسلامي بعد صحوته ولن يموت هذا العالم الإسلامي بعد بعثه، ولن تموت العقيدة الحية التي قادته في كفاحه) إ. هـ (في ظلال القرآن جـ2 صـ940) فهل هذا كلام مَن يكفر الشعوب أم من يحرص عليها ويضع أمله فيها، ويعرف مواطن الضعف والقوة.


١٣
سيد قطب يفرق بين الأمة المسلمة كديانة وبين الأمة المطبقة للشريعة ايضاً (وقد بهتت صورة الزكاة في حسِّنا وحسِّ الأجيال التعيسة من الأمة الإسلامية التي لم تشهد نظام الإسلام مطبقًا في عالم الواقع ولم تشهد هذا النظام يقوم على أساس التصور الإيماني والتربية الإيمانية) إ. هـ (الظلال سورة البقرة الآية 177)
فالأستاذ سيد وصف الأمة اليوم بالأمة الإسلامية رغم أنه يراها أمة تعيسة ولم تطبق أحكام الإسلام في واقعها، فلم ينف عنها إسلامها.

١٤
هنا يبين سيد قطب بالتحقيق معه الفرق بين المسلم المنتمي للجماعة وبين المسلم العادي هنا يبين أنه لا يكفر أحد:

س: فلم التمييز بين أفراد هذه الجماعة وبين المسلمين قاطبةً وهم جميعًا أصحاب عقيدة وأهداف وبرنامج؟
أجاب: التمييز- في رأيي- ليس تمييز شخص على شخص، ولكن فقط باعتبار أن الجماعة ذات برنامج، وأن كل فردٍ مرتبط بهذا البرنامج لتحقيق الإسلام عمليًّا، وهذا هو وجه التمييز في رأيي (لماذا أعدموني) 

١٥
الشيخ فيصل مولوي رحمه الله يذكر نص لسيد قطب يفرق بين الأمة وبين الفرد وتطبيق الشريعة في تفسير قوله تعالى في سورة الأنفال: (والذين آمنوا ولم يهاجروا، ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر، إلا على قوم بينهم وبينكم ميثاق). يقول سيد قطب: (فهؤلاء الأفراد ليسوا أعضاء في المجتمع المسلم, ومن ثم لا تكون بينهم وبينه ولاية, ولكن هناك رابطة العقيدة) فالسيد قطب لم يحكم على هؤلاء المسلمين بالردة مع أنهم يعيشون خارج المجتمع المسلم, واحتفظ لهم بصحة العقيدة, وذلك هو الموقف الصحيح لأن الله تعالى وصفهم بالايمان .

١٦
هنا يبين سيد قطب أن الأصل بالمسلم الإسلام بظاهره وهذا الكلام بسورة النساء وآخر سور فسرها قبل الإعدام رضي الله عنه  في تفسير قوله تعالى في سورة النساء: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا...) يقول السيد رحمه الله: (يأمر الله المسلمين إذا خرجوا غزاة, ألا يبدأوا بقتال أحد أو قتله حتى يتبينوا, وأن يكتفوا بظاهر الإسلام في كلمة اللسان, إذ لا دليل يناقض كلمة اللسان) فيقول الشيخ فيصل مولوي :(السيد يكتفي هنا بظاهر الإسلام في كلمة اللسان، ويعتبر الانسان بذلك مسلماً معصوم الدمّ، ولوقلنا أنّ سيد قطب يعتبر المؤذن مرتداً بمعنى الكفر واستباحة الدم، لكان هذا متناقضاً مع ما ورد في تفسير هذه الآية عند السيد قطب نفسه رحمه الله).

١٧
هذا ملخص للموضوع وبإذن الله قريباً سأكتب مقال تفصيلي بهذا الموضوع (تهمة سيد قطب والتكفير) وبعده كتاب سيد قطب شبهات وردود أعانني الله عليه

السبت، 6 ديسمبر 2014

محمد الجسمي ... كما سمعت


كل فترة يغيب عنا أحد شباب الدعوة أو مشايخها ورموزها ، وفي كل حالة وفاة لكل شخص يقف شباب الدعوة وقفات يتذكرون بها أصحابهم ومعارفهم من الدعاة ويذكرون مناقبهم وأحداث جمعتهم ومواقف جميلة حدثت معهم ، ونجد هذا التفاعل لا يتوقف مع الأصدقاء والمعارف بل يتجاوز ذلك بكثير إلى أوساط وشرائح مختلفة ومتنوعة وبعيدة ، وهذه الوقفات والظواهر مهمة ورائعة وحق من حقوق الداعية الى الله مع إخوانه الدعاة بذكر المناقب ونشر سيرته ليعرفها القريب والبعيد وليس في ذلك أي نوع من أنواع المبالغة فوجود الإنسان الصالح الداعية الى الله صاحب الخلق الحسن المهتم بإنجازاته في الحياة عملة نادرة وقليلة في هذا الزمن الغارق في الفتن والشهوات وملذات الحياة التي يسهل ان تجعل الشاب ينجرف إليها ، وكما أن الواقع يفرض علينا أسماء بنجوميات كبيرة وهم بالحقيقة قضوا أعمارهم لأهداف تافهة أو بسيطة فمن حق شباب الدعوة أن يكون لهم التميز بالذكر وتخليد أفعالهم ومواقفهم الطيبة حتى يكونوا خير قدرات لمن هم مثلهم بالدعوة أو خارجها من الشباب ، وكما أن الوقوف مع العزيز والصديق والبر معه بحياته ومماته قمة الوفاء والمرجلة وإظهار لزكاة العلاقة وأيضاً فمن جمال هذه الدعوة المباركة أن لا تنس من ينتسب إليها ويقضي أجمل سنين عمره معها باذلاً ومضحياً وعاملاً فالوفاء عند الموت قمة الخلق العظيم المشرف.

منذ أيام ودعنا الأخ الدكتور محمد خالد الجسمي رحمه الله وقد توفي بعد فترة قضاها في غيبوبة بعد حادث حصل له ، في الحقيقة أنا لا أعرف هذا الإنسان إلا بالإسم وربما واجهته بعض المرات في بعض المناسبات التي نلتقي بها مع شباب الدعوة ولكنني لم أسمع عنه إلا كل خير وثناء من القريبين منه ومعارفه قبل وفاته وبعد وفاته رحمه الله ومن شدة الثناء عليه وذكره الحسن أحببته بعد وفاته خاصة أن من يثني عليه ويزكيه هم من أثق بهم وبشهادتهم بشكل كبير وعلى علم بأخلاقهم وببذلهم للدعوة وأنهم لا يثنون على أحد إلا اذا كان مميزاً بالفعل ، ومما سمعته عنه رحمه الله عدة أمور:

١- حفظه للقرآن الكريم وهذه عملة نادرة وتوفيق من الله أن يسخر الإنسان لحفظ كتابه في بيئة مادية ودنيوية تجعل الإنسان في وحشة مع كتاب الله تعالى. 

٢- أخلاقه الحسنه وهذا ما تبين من ثناء إخوانه بالدعوة من المربين الكبار أو من هم في عمره أو الشباب الأصغر منه عمراً الذين عرفوه بالعمل معه في الدعوة عموماً ونادي التميز خصوصاً ، ولاحظت أيضاً ثناء شديد له رحمه الله من الزملاء في دراسته وفي الوظيفة وظهر عليهم الحزن لوفاته وحسن الخلق مع البعيد والقريب من الأمور المهمة التي لا تنفك ابداً عن الداعية.

٣- اشتغاله في العمل التربوي بالدعوة ومن يعيش في هذه الدعوة يعلم أن من يستمر في العمل التربوي مع الشباب الناشئة بعمر المتوسطة والثانوي هو موفق لأمر يندر البقاء فيه والأستمرار خاصة في هذا الزمن الذي يحب فيه الكثير من الدعاة الأمور السهلة والبسيطة وتقديم القليل من الواجبات والميل إلى الراحة والتنظير .

٤- إشتغاله في مهنة الطب وهذا الأمر يعطي صورة رائعة للداعية المتخصص في الطب وبعض العلوم المهمة بالحياة حتى لا تكون هذه المهن بعيدة عن شباب الدعوة ولا يتصور الناس أن الدعاة والملتزمين عموماً بعيدين عن هذه الأمور.

٥- بر الوالدين والسعي نحو رضاهم والكثير من الشباب للأسف حتى بعض شباب الدعوة لديه تقصير مع أهله حتى أحياناً بسبب الإنشغال بالدعوة!

٦- همته العالية وحرقته وتجد هذا الأمر عند الداعية عندما يكون حديثه الدائم عن الدعوة والأمة وكيف نتطور وننهض بهم جميعاً ويفكر دائماً بالوسائل المفيدة للتقدم ويتألم عندنا تضعف هذه الأمور حتى أنه كان لديه مشروع طبي تطوعي تمنى أن يتم إنجازه وإخوانه من بعد وفاته على قدرة لتحقيق أمنيته و(إنما الأعمال بالنيات)

لقد توفي كثير من الشباب الذين لا أعرفهم في صفوف الدعوة وربما أعرفهم بشكل بسيط ولكن حقيقة لا أعلم سبب أهتمامي بهذا الإنسان بعد وفاته وحب السماع عنه ، هناك سر عنده الله أعلم به وهناك توفيق من الله تعالى له ، لا أظن هناك أمر يتمناه الأنسان بعد وفاته مثلما يتمنى أن يترك أثراً يديم أجره وذكره الحسن.

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

أنصفوا ...الهجاري

الدكتور الفاضل محمد الهجاري المطيري يعمل أستاذ منتدب في جامعة الكويت ، وفي أحد محاضراته لمادة الثقافة الإسلامية طرح موضوع (زواج المتعة) فقام بالإجابة وفقاً لمذهب أهل السنة الجماعة السائد في الكويت والسائد طبعاً في شعبته وجامعة الكويت ، وتم اجتزاء حواره مع بعض الطالبات بطريقة معينة أراد من قام بهذا التسجيل إيقاعه في صورة معينة بأنه يضرب المذهب الشيعي ، وبعد هذه الحادثة تمت الشكوى عليه ونتيجة للضغوط تم انهاء انتدابه ولي مع هذا الحدث عدة وقفات :

١- نحن في نهاية عام ٢٠١٤ ويتم التعامل مع دكتور فاضل بهذه الطريقة الساذجة من إدارة الجامعة دون تحقيق أو محاسبة واضحة أو طريقة تجعل الدكتور يقول رأيه وماحدث معه بكل وضوح وصراحة!


٢- أين كلية الشريعة وعميدها من الوقوف مع الدكتور في هذا الموضوع وهو يقول رأيه الفقهي السائد في البلد ؟! على الأقل لماذا لم تطالبوا بإنصافه على الأقل!؟


٣- لاحظنا التحرك القوي من بعض نواب الشيعة بهذا الحماس الشديد وهذه التحركات الرخيصة كالعادة هي من تزيد الشحن الطائفي ثم يكذبون بعدها بأنهم رعاة الوحدة الوطنية ! ، فأين نواب مجلس الصوت الواحد من هذا الأمر خاصة من يسمى بالإسلاميين منهم !؟


٤- التسجيل على استاذ المادة طريقة خسيسة يجب رفضها ومحاربتها مع الدكتور الهجاري أو غيره فلمكان العلم خصوصيته وهذه ظاهرة ان لم تتم محاربتها بشكل واضح سيكون هناك مسلسل من القضايا والفتن 


٥- بعض القوى الطلابية مشكورة لها دور جيد في هذا الملف واتمنى الزيادة في التحركات وكذلك على بعض القوائم الصامتة التحرك وترك التكسبات الانتخابية ومراعاة المشاعر على حساب الحقيقة .


٦- جمعية أعضاء هيئة التدريس عليها واجب كبير بحماية الأساتذة فإذا أُخذ حق محمد الهجاري بصمت منكم سيكون حلقة من مسلسل طويل مشجع للإدارة الجامعية نتيجة سكوتكم .


الظلم أمر كبير وخطير على الإنسان خاصة اذا أحس بأنه لم يخطئ ولم يخالف القانون وفوق هذا يتم معاملته دون ادنى إنصاف وتوازن في التعامل مع الموضوع والتسلسل في الردع والمحاسبة بشكل يرتقي بالعملية التعليمية والأكاديمية .

الجمعة، 8 أغسطس 2014

هل التكفير والاقصاء صناعه (وهابية)؟




١
تتجدد في فترة اتهام الامام محمد بن عبدالوهاب بالتكفير والاقصاء للمخالف وغير ذلك وهذا غير صحيح ومخالف لما عليه مؤلفات ورسائله وحياته

٢

لا ننكر وجود هذا عند بعض تلاميذه واحفاده وهذا لا يطعن فيه فهناك من يعتقد الباطل بإسم الاسلام وبإسم ال البيت وبعض الصحابة وقبلهم الانبياء

٣

وعندما نرى تاريخ من يتهم الامام بن عبدالوهاب بذلك ودعوته نجد ان ما وقع في تاريخهم وادبياتهم لا يقل وربما يتفوق في التكفير والاقصاء

٤

فمثلاًماوقع من بعض المراجع الشيعية من التكفير  للوهابية كثير وكذلك الاقصاء بالدول التي حكموها سابقاً وحالياً لا يخفى ولا يكفي بيانه بمقال!

٥

وعندما ندقق بالتاريخ عند بعض الأشاعرة والماتريدية فمقولات التكفير لأهل الأثر بدواعي (التجسيم للصفات) والايمان بظواهرها وغيرها لا تخفى 

٦

ولا يخفى ما حصل مثلاً مع شيخ الاسلام ابن تيمية من اقصاء وقمع بسبب عقيدته من الاشاعرة وتكفيره خاصة من العلاء الحنفي الماتريدي وغيره 

٧

اثبت المقريزي في خططه ان الاشاعرة فرضوا عقائدهم بحد السيف والاجبار بالمشرق والمغرب والدولة العثمانية الماتريدية كانت في غاية الاقصاء

٨

ولا ننس المعتزلة وما فعلوه مع الحنابلة فهذا لا ينكره الا جاهل ، ونحن لا نعمم فالتزوير للتاريخ والزعم ان التكفير والاقصاء فقد عند فئة كذب!

٩

لا يجوز تحميل اي مذهب او فكر اراء رموز معينة وحوادث وتصرفات بوقت معين فالموضوعية مهمة وكذلك عدم تحميل اي رمز كلام وتصرفات بعض من ينتسب له

الاثنين، 14 يوليو 2014

(جمعية الإصلاح)..غير قابلة للمساومة!

 (جمعية الإصلاح)..غير قابلة للمساومة!
 
ان صراع الخير والشر والحق والباطل موجود بهذا العالم من قبل ومن بعد ، وكم حرص الباطل على هزيمة الحق ودحره وتجفيف منابعه وتشويهه، ولكن في نهاية المطاف فإن الحق هو المنتصر والغالب بأمر الله تعالى وأهل الباطل في هذا الزمان خاصة بالكويت لديهم من الحرص الكبير لتدمير التيار الاسلامي وفكره بكل ما ملكوا من قوة اللسان والقلم والمال، وقد شربوا من كأس الحقد والكراهية للاسلاميين الى درجة الثمالة والسكر الحاد الذي أفقدهم الصواب وجعلهم من تخبط الى تخبط .

من اكبر الأهداف التي يهدف لها أهل الباطل في الكويت محاربة وتشويه والمطالبة بإغلاق جمعية الاصلاح الاجتماعي  من غلاة العلمانية الماجنة ومجرميها ومرتزقة اطراف الفساد في البلاد ومن اطراف خارج الوطن من دول عدوة للاسلام وفكره السليم الذي يؤمن بشمولية الاسلام بكل جوانبه سواء من دول الكفر الغربي والشرقي او من دول تدعي انتسابها للاسلام وتمارس الاقصاء له وتريد اسلاما مهذبا كلما ارادت اخراجه فعلت او اخماده ، وجمعية الاصلاح الاجتماعي من اكبر الجهات الاسلامية في دولة الكويت ومن أقدمها تاريخيا وهي بلا شك بقياداتها في التأسيس امتداد لجمعية الارشاد الاسلامي في الخمسينيات ، وفي كل فترة يتم بث الاشاعات والتحريضات على اغلاق الجمعية او تحجيمها او اضعافها! بل ذهب أحدهم لرفع قضية على الجمعية لإغلاقها بسبب الدخول في السياسة كما يدعي وترك كل الجمعيات التي تدخلت بالسياسة ومنها جمعية تياره ! ليتبين لنا أن هؤلاء القوم الذين ذكرناهم لا يرفعون راية من اجل انتصار لحق ومحاربة باطل ولكن الأمور عندهم مبنية على مجموعة من الأحقاد والعقد النفسية والهوى في ارضاء الكبراء والأعيان الذين تزعجهم افكار وادوار الجمعية ومنتسبيها بالمجتمع!، ومؤخرا بعد الأحداث السياسية الأخيرة المتعلقة بشبهات حول الفساد والسرقات وخيانة الدولة ونظام الحكم حرضت اطراف الفساد المنزعجة من اثارة هذه القضايا على جمعية الاصلاح بصفتها احد اطراف التحريض والتخريب والانقلاب على دولة المؤسسات ! ولا اعلم كيف ادخلوا هذه التهمة على جمعية الاصلاح وبالأساس كيف توصلوا الى هذه النتيجة اساسا ان الأحداث الأخيرة هدفها هز كيان الدولة وهم بالأساس يقومون بمحاربة هز كيان الدولة فأنظر كيف يقوم أهل الباطل بقلب الأمور ! ، وان عملنا بهذه التهمة الباطلة ماهي علاقة جمعية نفع عام بهذه الأحداث السياسية فهي لم تدعو لأي تحرك سياسي مطلقا من( ندوات او مسيرات او اعتصامات..) وكل ما في الأمر ان الحركة الدستورية الاسلامية تشارك في الحراك السياسي ومع العلم انها مؤخرا انفصلت كتيار دعوي عن تيار الجمعية مع انهما يحملان ذات الفكر الدعوي وبعض الأفراد يعمل بالحركة والجمعية وبعضهم يعمل في الحركة دون الجمعية والعكس والخلاصة ان الحركة الدستورية الاسلامية لا تلزم جمعية الاصلاح بأي تحرك سياسي ميداني وهذا الأمر لن يصدقه البعض ولكن تصديقهم لايقف علينا فقط فنحن علينا البيان للحقيقة واذا لم يقتنعوا فهم غير ملزمين بالاقتناع ونحن لا نُلزم بتكذيب أنفسنا، وجمعية الاصلاح التي يراد اغلاقها من بعض (الملأ) هي:

- من أكبر الجهات التي اهتمت بمحاربة الفساد والاخلاق السيئة واهتمت بالدعوة للفضيلة .

- من الجهات التي لها الفضل في الصحوة الاسلامية وانتشار الحجاب وابراز المساجد وريادتها 

- اخرجت خيرة رجال العلم الشرعي من يشار لهم بالعالم الاسلامي كله وليست الكويت فقط مثل الشيخ عجيل النشمي والشيخ عيسى زكي والشيخ خالد المذكور والشيخ جاسم مهلهل الياسين 

- اخرجت خيرة الدعاة الى الله تعالى امثال الشيخ احمد القطان والشيخ يوسف السند والشيخ طايس الجميلي والشيخ احمد الدبوس وغيرهم

- تصدى احد رموزها وهو الشيخ عبدالحميد البلالي لآفة المخدرات وله دور معروف في كل بيت بالكويت .

- عملوا وقادوا لجنة التعريف بالاسلام وهي نجمة في سماء الكويت والعالم الاسلامي 

- تصدى احد رموزها وهو الشيخ مساعد مندني لمساعدة السجناء الذين تورطوا بالازمات المالية

- ساهمت بقوة في نشر حلقات القرآن ومراكزها واصبح العديد من شباب الجمعية ومنتسبيها متميزاً بالمجال القرآني والعلم الشرعي

- اسس ابناء الجمعية الاقتصاد الاسلامي بالبلاد ونشروا فكره ودرسوه وتميزوا فيه حتى اصبحت الكثير من المؤسسات تتحول الى الاقتصاد الاسلامي .

- قامت الرموز التي تكونت بالجمعية بتشريع القوانين الاسلامية والمحافظة مع اطراف اسلامية اخرى مثل (الاحوال الشخصية - الاختلاط - منع الخمور - بيت الزكاة ....)

- حافظت وخرجت الجمعية العديد من الرموز بالمجتمع الى ان اصبحوا رموزاً تحمل الفكر الاسلامي المحافظ بالعديد من المجالات بالطب والهندسة والقانون وعلم النفس والتربية وغير ذلك وباتوا من اميز اهل تخصصهم

- يعتبر ابناء الجمعية من اكبر وربما اكبر رواد مجال التدريب الاداري والقيادي والمهاري بالكويت وربما بالعالم العربي 

- اسس شباب الجمعية وقت الاحتلال ١٩٩٠ لجان التكافل بكل مناطق الكويت ولهم دور عظيم لا ينكره الا جاحد وكذلك تأسيس حركة المرابطون

- قام رئيس الجمعية وقتها العم عبدالله العلي المطوع بدور ريادي وقت الغزو في مؤتمر جدة بتوفيق الآراء بين السلطة والمعارضة.

- قام شباب الجمعية بدور ريادي في قضية توعية العالم الاسلامي والدولي بقضية الكويت بالغزو في بريطانيا امريكا والامارات وغير ذلك.

- جمعية الاصلاح منارة من منارات العمل الخيري بالعالم وحصلت على شهادات الشفافية والتميز بالعمل الخيري من ارقى المنظمات ولم يؤخذ عنها مثلب واحد مهما روج عكس هذا بعض الادعياء

ان الحديث عن جمعية الاصلاح ودورها أمر كبير لا تغطيه كلمات او مقالات او كتب وان من المعيب الحديث عن هذه الامور لبيانها للشعب الكويتي ، فجمعية الاصلاح معلم من معالم الكويت حقيقة ! ربما يشهد العالم الاسلامي دور الجمعية وريادتها وحتى السلطة بالكويت تعلم هذا وتعلم قدر رجال الجمعية وقياداتها ، وطرح قضية الاغلاق للمساومة سواء بتنفيذه او عدمه كله أمر مشين ومعيب فالاصل ان هذا الموضوع غير قابل للنقاش والاخذ والرد فهل هناك وطن يقطع جزء منه له تاريخه لعشرات السنين وله رجاله ونساؤه الذين يعرفهم المجتمع ويعرف  قبائلهم وعوائلهم!، وان حصل لو سمح الله اغلاق الجمعية فإننا امام امر حسن ايضاً وخير نعرف به قدر الجمعية في المجتمع ويعرف الشعب من هم الذين ساهموا في اي قرار تحريضي عليها فنحن نعرف هؤلاء الساقطين ولكن من المهم ان يعرفهم المجتمع.

الأربعاء، 9 يوليو 2014

الغيبوبة الصوفية !

الغيبوبة الصوفية !


1⃣

ان المتابع لرموز التيار الصوفي في العالم الاسلامي وبالكويت خاصة(الا من رحم ربي)يجدهم في غيبوبة  تامة عن ما يحدث للامة من مآسي وبغزة مؤخرا

2⃣

هذه الغيبوبة الصوفية والوقوف من بعضهم مع الاستبداد باتت هي الغاية الواضحة لمسيرتهم متناسين الدور الحقيقي للداعية والعالم في نصرة الامة

3⃣

اثناء اشتداد الازمات في الامة تجد احدهم يتحدث على جواز التوسل بذات الرسول وان قول ابن تيمية ساقط وتجد من يناقش شرعية المولد! اثناء القصف!

4⃣

بينما تجد اغلبهم في مصر مع الاستبداد وفي الشام يترحم على حكمة البوطي وبعضهم سراً بالكويت يثني وبالامارات يفرح لسجن الدعاة ويمجد بن زايد!

5⃣

مايقوم به اغلب التيار الصوفي ويعيش عليه ردة الفعل على المساس السلفي بالثوابت الصوفية وهذا ما تمضي به مجالسهم دون اي تفاعل مع جراح الامة!

6⃣

ما ننكره على الجامية من غيبوبه عن احداث الامة وتمجيد الاستبداد لا يبتعد عن اغلب الصوفية الا بضعف حدة الاسلوب الا من امثال الجفري وجمعة

الأحد، 8 يونيو 2014

شيخ الاسلام ابن تيمية والإنصاف



(اطلالة على انصاف عالم لخصومه)


من أغرب الكلمات التي سمعتها قول احد الشباب المنتسبين للعلم الشرعي عندما ذكرت له مهما تختلف مع اي عالم أو شيخ وتيار فلا تظلمه واذكر محاسنه ان وجدتها ، فتعجبت من رده وقوله لي لا نذكر محاسن من وقع في بدعة أو قول مخالف !! وزاد تعجبي بإرساله لي بعض المقاطع من اليوتيوب ومقولات لمشايخه يؤكدون هذا المعنى!! ومع هذا الطرح السطحي والذي يفتقر الى ادنى معلومات و فقه بالتاريخ وسير اهل العلم من رموز الأمة الشرعية والعلم بقواعد العلماء وتأصيلاتهم الشرعية والمنطقية ، أردت أن اضع أمثلة بسيطة (ليست للحصر) لأبين فيها كيف تعامل شيخ الاسلام ابن تيمية مع أكثر فئة قام بالرد عليها وكتب فيها الردود بل وصل الأمر الى سجنه بسبب شكاوى وتحريض منهم وهم (الأشاعرة) ، وهذا العداء منهم وردود شيخ الاسلام عليهم بهذه الضخامة لم تمنعه من ذكر محاسنهم وأفضالهم والحرص على تأليف القلوب معهم والتعاون كذلك ،  وقد وجدت مشايخنا الفضلاء مثل د.عبدالرحمن المحمود في كتابه موقف ابن تيمية من الاشاعرة وهي رسالة قيمة جداً وفريدة في بابها والشيخ عبدالباسط الغريب بمقاله بملتقى أهل الحديث وضعوا امثلة على انصاف شيخ الاسلام للأشاعرة وتعامله وتعاونه معهم ومنها: 

- الثناء على نظام الملك والامام الجويني وغيرهم من كبار الأشاعرة: 

قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : وكانت الرافضة والقرامطة- علماؤها وأمراؤها – قد استظهرت في أوائل الدولة السلجوقية، حتى غلبت على الشام والعراق، وأخرجت الخليفة القائم ببغداد إلى تكريت وحبسوه بها في فتنة البساسيري المشهورة، فجاءت بعد ذلك السلجوقية حتى هزموهم وفتحوا الشام والعراق، وقهروهم بخراسان وحجروهم بمصر، وكان في وقتهم من الوزراء مثل » نظام الملك«، ومن العلماء مثل أبي المعالي الجويني، فصاروا بما يقيمونه من السنة ويردونه من بدعة هؤلاء ونحوهم لهم من المكانة عند الأمة بحسب ذلك، وكذلك المتأخرون من أصحاب مالك الذين وافقهوه كأبي الوليد الباجي، والقاضي أبي بكر بن العربي ونحوهما، لا يعظمون إلا بموافقة السنة والحديث . 
مجموع الفتاوي (4/18) وموقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|254) وقال الشيخ عبد الرحمن المحمود : والوزير نظام الملك الذي ذكره شيخ الإسلام يعتبر من أبرز من نصر المذهب الأشعري من خلال المدارس النظامية التي أنشأها في أنحاء متفرقة من العراق وخراسان، وهو يذكر فضله فيما قام به من دعم للسلاجقة السنة في مقابل البويهيين الشيعة، ولذلك مدح صلاح الدين الأيوبي – وقد كان يتبنى عقيدة الأشاعرة – فقال عن مصر: » ثم .. فتحها ملوك السنة مثل صلاح الدين، وظهرت فيها كلمة السنة المخالفة للرافضة .
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|254)



-الثناء عليهم في الجملة وتبيان جهودهم :

وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة وحسنات مبرورة , وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم
درء تعارض (1|283)

- موقفه مع المخالفين له في عصره: 

قال الشيخ عبدالرحمن المحمود : وقد مدح شيخ الإسلام القاضي بدر الدين ابن جماعة وأيده ، ونقل السبكي في طبقاته أن تقي الدين ابن تيمية كان كثيراً ما يثني على والده تقي الدين السبكي، وأنه: كان لا يعظم أحداً من أهل العصر كتعظيمه له، كما ذكر في ترجمة علاء الدين الباجي -واسمه علي بن محمد بن عبد الرحمن - أنه: لما رآه ابن تيمية عظمه، ولم يجر بين يديه بلفظة، فأخذ الشيخ علاء الدين يقول: تكلم نبحث معك، وابن تيمية يقول: مثلي لا يتكلم بين يديك أنا وظيفتي الاستفادة منك .
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|270)


- يمتدح شيخ الإسلام ردود الغزالي على الفلاسفة في مسألة إثبات الصانع وينقل ما ذكره من الطعن في طريقة ابن سينا وأمثاله:

يقول شيخ الإسلام معقباً: وهذا الوجه الذي ذكره أبو حامد أحسن فيه، وكنت قد كتبت على توحيد الفلاسفة ونفيهم الصفات كلاماً بينت فيه فساد كلامهم في طريقة التركيب قبل أن أقف على كلام أبي حامد، ثم رأيت أبا حامد قد تكلم بما يوافق ذلك الذي كتبته ، كما يعترف له في مناسبات أخرى 
مجموع الفتاوى (1/49-50)، ودرء التعارض (8/16، 10/135-152)، وشرح الأصفهانية (132) وموقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|265-267)

- حرصه على تأليف القلوب بين الحنابلة والأشاعرة:

قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :

والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة, وأنا كنت من أعظم الناس تأليفا لقلوب المسلمين , وطلبا لاتفاق كلمتهم ,وإتباعا لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله , وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة , وبينت لهم أن الأشعرى كان من أجل المتكلمين المنتسبين إلى الإمام أحمد رحمه الله ونحوه المنتصرين لطريقه كما يذكر الأشعرى ذلك فى كتبه . 
مجموع الفتاوى (3|228)

هذه مجموعة نقول اثبت فيها انصاف شيخ الاسلام ابن تيمية لأكثر فئة اختلف معها ورد عليها وتم سجنه بسببها وهم الأشاعرة ،لأثبت هنا بطلان القاعدة التي وضعها أهل التعصب وبعض الجهلة ممن يفتقر لأدوات العلم الشرعي وفقه التاريخ والسير ، وان كان البعض يعتقد أن شيخ الاسلام هو رمز من الرموز التي يفخر بها فيجب عليه المضي بمنهجه بهذا الأمر ، ولا يكون المنهج بالتشهي بالأقوال والإجتهادات للعلماء بل بما وافق الدليل ولا قدسية لأحد منهم ، ولا اعلم مدى الحقد والكراهية من البعض بوضع اصل فاسد لا اساس له بأن من عنده بدعة او خطأ او زلة من العلماء وغيرهم لا تذكر محاسنه .

الاثنين، 2 يونيو 2014

العودة لكتاب المنطلق





العودة لكتاب المنطلق
(نظرة في الحاجة للعودة للمفاهيم الحركية الغائبة)

المتابع لوضع العمل الإسلامي والدعوة في وطننا أو خارجه يلاحظ تغيرات في طريقة الخطاب وأصول العمل والأهم من هذا هو تغير مزاج الفرد ونظرته للعمل والدعوة الى الله ، هذه التغيرات ربما تكون لبعض العاملين والمتابعين للحركة الإسلامية ايجابية وربما تكون سلبية عند اطراف أخرى، وأيضا من الممكن أن نختلف في :
هل هناك تغيرات؟
ماهي طبيعة التغيرات في مزاد الفرد بالحركة الإسلامية؟
ماهو حجمها وتأثيرها على العمل؟
الى غير ذلك من التساؤلات التي تختلف فيها الآراء ، وكوني أحد افراد الحركة الإسلامية أريد أن اطرح هذا التشخيص للحالة التي أشرت اليها ووجدت أننا تراجعنا كثيرا عن مفاهيم وتأصيلات مهمة كانت أساس وطريقة عمل مضت بها الحركة الاسلامية لفترات كبيرة وساهمت في تطورها الى الأمام ونجاحها ولكن تم التراجع عند الكثير من الأفراد وربما المؤسسات في العمل الاسلامي ولا اريد الحديث عن حجم هذه الخلل ولكن الأهم الأشارة اليه .
حضرت دورة عند الدكتور علي عبدالرحمن الكندري يتحدث فيها عن رسالته للدكتوراه عن تاريخ الحركة الإسلامية بالكويت، ومن الأمور التي انتبهت إليها عندما تحدث عن بعض المؤلفات التي بدأت الدعوة في الكويت بتربية الأفراد عليها منها كتاب (المنطلق) ضمن سلسلة احياء فقه الدوة للشيخ محمد أحمد الراشد ، ولفت نظري أن الدكتور علي الكندري قد وفق في تلخيص كتاب المنطلق بجملة واحدة وهي (القاعدة الصلبة) وفعلا كتاب المنطلق بما يحمله من افكار وتأصيل هو القاعدة الصلبة للحركات الاسلامية ، وكتاب المنطلق له في نفسي وعند عدد كبير من شباب العمل الاسلامي معزة كبيرة وكثيرا ما كان يتم تدريسه والتوصية بقراءته ، وكذلك بقية كتب الشيخ محمد أحمد الراشد التي تتميز بأمور منها:

  • القدرة القوية عند الشيخ بحشد نصوص الكتاب والسنة والتأصيل للمسائل والاستنباط منها مما يدل على سعة العلم الشرعي عند الشيخ خاصة بأصول الفقه والقواعد الأصولية والفقهية ومقاصد الشريعة. 
  • العلم بالتاريخ الاسلامي والانساني وحسن توظيف الأحداث والتعليق عليها. 
  • جمع تراجم العلماء واستخلاص العبر من حياتهم وأقوالهم مما تستفيد منه الدعوة بالتأصيل.
  • البحث في الأدب الجاهلي والاسلامي من شعر ونثر واستخلاص العبر والفوائد منه
  • التجربة الدعوية القيادية والخبرة فيها بأكثر من دولة مختلفة الأطوار والضروف والعادات وطبيعة أوضاع الدعوة.
  • استخلاص بعض العبر من النظريات الانسانية واستعمال بعض القواعد العلمية بالفلسفة والفيزياء وغير ذلك.


 وبهذا التحصيل والعلم والقدرات العقلية والمزج بينها في سطور وعناويين تظهر عبقرية الشيخ محمد أحمد الراشد وعمق مؤلفاته الرائعة، وبالفعل فإن مؤلفات الشيخ لها أثر بالغ على مستوى الحركة الاسلامية بالعالم بل ولاحظت أن بعض التأصيلات التي كتبها الراشد تم الاستفادة منها من بعض المؤلفات القريبة في الاصدار بأصيله للعمل الجماعي مثلا، وسأذكر بعض النقاط التي ارى ان الحركة الاسلامية تحتاج العودة اليها مستشهدا بنصوص من كتاب المنطلق على قدر المستطاع ومنها:

  • شعور الداعية الى الله بأنه في معركة  بالحياة  ينتج عنها ردة فعل وعمل فيقول الشيخ  (لن ينفك الداعية المؤمن بين جذبين:جذب إيمانه، ونيته، وهمته، ووعيه، وشعوره بمسؤوليته، فهو من ذلك في عمل صالح، أو عزمه خيروجذب الشيطان من جهة أخرى، وتزيينه الفتور، وحب الدنيا، فهو من ذلك في غفلة، وكسل وطول أمل، وتراخ عن تعلم ما يجهل.) 
  •  التأمل والتفكر في النفس والمجموعة والتقييم للحالة فيقول (أوجب المؤمنون على أنفسهم جلسات تفكر وتأمل وتناصح، يتفقدون فيها النفس أن يطرأ عليها كبر أو بطر، والقلب أن يعتوره ميل) ومن هنا يجب على الداعية والدعوة تطبيق منهج المراجعة والتقييم للذات والمجموعة وبعد هذا تطبيق التوصيات وهي مربط الفرس)
  •     التوعية لأفراد الحركة ومؤيديهم وتعليمهم المنهج السليم فيقول ( العلم الإسلامي اليوم لا يحتاج لحل مشكلته إلى انتقال جمهور جديد من المنحرفين والغافلين إلى التمسك بالإسلام، بمقدار ما هو بحاجة سريعة إلى توعية المتمسكين به، وبعث هممهم، وتعريفهم طريق العمل وفقه الدعوة) فالطريق للانتصار للاسلام والدعوة يبدأ بتكوين الداعية العارف لدعوته المتمكن من فكره والمتحمس له 
  • عدم السلبية وكثرة التذمر دون العمل فيقول(ضرورة الانخلاع عن السلبية، ووجوب إنكار المنكر في عمل جماعي منظم،) فكثيرا نجد في صفوف الدعوة حالات من التذمر والشكوى والكلام على الحال ولكن النتيجة هي مجرد بث هموم للتسلي بالمجالس بلا نتيجة
  • تشخيص الحالة بالواقع الاسلامي فيقول (فمحنة المسلمين اليوم لا تقتصر على تسلط أئمة الضلالة فحسب، بل تعدت ذلك إلى تربية سخرت المناهج و الجامعات والصحف والإذاعات لمسخ الأفكار والقيم، حتى غدا صيد المخطط القديم، ، إن عصاة المسلمين اليوم ضحية تربية أخلدتهم إلى الأرض، أرادت لهم الفسوق ابتداء، لتستخف بهم الطواغيت انتهاء) يجب على الداعية فهم الواقع ومعرفة الأدوات التي تستخدم ضده والتربية الوقائية للداعية لهذه الأمور حتى يكون محميا بتربيته. 
  • وجوب الدعوة الى الله وعدم عذر المتكاسل فيقول: (وإذن، فإن الحريص، على إيمانه، الطالب للقردوس وعليين، يحرص أشد الحرص على أن ينطق بالحق، معطيا راحته ووقته وماله، بل روحه ودمه، ثمنا لما يطلب، فإن الدعوة إلى الله واجبة، لا يعذر منها أحد، إلا من كان مستضعفا من عوام الناس، البسطاء السذج الذين لا يحسنون النطق وتدبير الأمور) 
  • الاعتزال يعني الفراغ فيقول: (من يقاتل العدو إذا اعتزلتم؟) ومن هنا نجد الظاهرة الكبيره وهي الشكوى وبث الهموم الدعوية من بعض الدعاة من البرج العاجي وعندما تتم دعوته الى العمل وترك التنظير يتعذر بالانشغال، ولكن نقول هنا اذا تعذر الجميع او الأغلب عن العمل للدعوة فمن الذي سيعمل للدعوة والاسلام فيجب حمل النفس كأنها الوحيدة المخاطبة للدعوة
  • الانصراف للراحة والترف فيقول: (فماذا نقول اليوم لمن ينصرف عن الجهاد والدعوة، والأمر والنهي، لا إلى كثرة العبادة بل إلى الراحة والترف وجمع الأموال والحرص على إرضاء زوجته؟) حلات الراحة والترف للداعية سادت عند كثير من الأوساط الاسلامية بالدعوة وصارت هموم الدعوة وافكارهم بالبحث عن الأكثر راحة ومجالس الترفيه والأيسر. 
  • تفاضل الأعمال من شخص الى آخر فيقول: (وكما تتفاضل الأعمال في الميزان الإيماني الإسلامي، فإن العمل الصالح الواحد يتفاضل تطبيقه أيضا من شخص إلى شخص وظرف إلى ظرف، ووقت إلى وقت، بحيث يندب إليه أحد المسلمين دون الآخر، وفي ظرف دون آخر، ولكل مسلم عمل من أعمال الخير هو أفضل له من الأعمال الأخرى الفاضلة) ومن هنا يجب ان نعلم ان الداعية يجب استغلال طاقته حسب قدراته ومجاله الذي يتميز به ويخدم الدعوة والبعد عن قضية (الداعية السوبر) حتى لا تحدث ردة فعل تنتهي (بالداعية السوبر) الى الملل والأنهيار
  • الداعية يتواصل وقريب من الناس فيقول : (ولا يكون داعية اليوم إلا من يفتش عن الناس، ويبحث عنهم ويسأل عن أخبارهم ويرحل للقائهم، ويزورهم في مجالسهم ومنتدياتهم، ومن انتظر مجيء الناس إليه في مسجده أو بيته فإن الأيام تبقيه وحيدًا، ويتعلم فن التثاؤب.) و(ولا يكون داعية اليوم إلا من يفتش عن الناس، ويبحث عنهم ويسأل عن أخبارهم ويرحل للقائهم، ويزورهم في مجالسهم ومنتدياتهم، ومن انتظر مجيء الناس إليه في مسجده أو بيته فإن الأيام تبقيه وحيدًا، ويتعلم فن التثاؤب.)
  •  ضرورة رفع الراية والعمل فيقول  : (إنها المبادأة اللازمة، تارة تكون تكبيرًا ينبه، وتارة تكون نارًا تلفت، وتارة تكون راية يبصر أهل الخير فيتجمعون حولها، ولا ينقص المسلمين اليوم في كثير من البلاد إلا هذه الراية، فإنهم كثير عددهم غزير عملهم، جميل ذكرهم، إنما أضعفهم التشتت والضياع) فكثيرا من الأفكار والمشاريع والاجتماعات والهموم تبقى سراب ومتشتتة دون وجود من يحمل راية العمل
  • الحكم بغير الاسلام المنكر الاكبر فيقول : (لا يعني ذلك أن يمتنع الدعاة عن تعليم أنفسهم وتعليم من معهم آداب الإسلام وأحكام العبادات، ولا النهي عن منكر فرعي يمكن إزالته بهذا النهي، لكنها دعوة واضحة لعدم خداع النفس وتلهيتها بالاكتفاء بالنهي عن المنكرات الصغيرة والعزوف عن منكر الحكم بغير الإسلام) 
  • لتركيز وصناعة الدعاة فيقول : (يجب التركيز على مصنع الثقات الذي يربي الداعة المسلحين بالإيمان والفقه الحركي وتكيسهم ليجابهوا الكفر في ميدان إثر ميدان، ولابد من أن ترصد الكفايات لخدمة الجهاز المربي للثقات وتمتينه وتقويته).
  • تنقية الدعوات من أهل البدع والأفكار الهدامة فيقول: (إنه خلق جميل أن تعطف على المبتدع، وأن تنصره على كافر، وترفع الظلم عنه، وتقف معه في وجه من هو أكثر بدعة منه، لكنه أمر خطر أن تفتح له صفوف الدعوة قبل توبته، وأن تؤمره قبل سلامته، وأن تحبه قبل غسله الأدران التي علقت بعقيدته، فإنه ما أوهى أمر الأمة إلا البدع،) ومن اكبر الأخطاء تعامل بعض الدعاة ومؤسساتهم لهؤلاء المخالفين خاصة مع الدعاة الذين لا اساس فكري لهم وعلم شرعي وتصديرهم وبعدها يحدث التأثر بالباطل ويحسب على بعض الدعاة تصدير هؤلاء واشهارهم.
  •  في كل اعمالنا تربية فيقول: (وإذن، فإن معركتنا معركة تربوية، أي أنها تقوى وتشتد كلما تعمقت التربية، وأتقن المربي عمله، وتخبوا جذوتها كلما فترت التربية، وكانت سطحية.) فتربية بالسياسة والنقابة والاعلام وكل امور الدعوة يجب ان لا نغفل عن الجوانب التربوية ولا نجعلها محتكرة على العمل التربوي وهذا باطل. 
  • الداعية الحركي فيقول : (وعلى داعية اليوم أن يكون رحالة سائحا في محلات مدينته، ومدن قطره، يبلغ دعوة الإسلام). 
  • الصدع بالفكر فيقول : (إن مشكلة المسلمين اليوم لا يسببها نقص عددهم، ومشكلة الدعوة الإسلامية اليوم لا تتمثل في قلة عدد من بقي ثابتا صامدًا على إسلامه حين كثر في الأمة ترك الصلاة والابتداع وحمل أفكار الكفر، فإن كل قطر من أقطار الإسلام لا يزال فيه شباب خير كثير عددهم، ولكن المشكلة في أنهم يصدعون بإسلامهم، ولا يدعن، أو يدعون من غير تنسيق بينهم،) 

 

 

بعد هذه الجولة أقول ان كتاب المنطلق وما حمله من مفاهيم من تشخيص للواقع الاسلامي ومؤامرات الكفار والمنافقين ومعرفة طبيعة الصراع ثم ترتب الدعوة الله والفكر الحق والحماسة له بعلم وتأصيل من نصوص الكتاب والسنة واقول السلف الصالح مع مزجها بالصالح من اقوال الدعاة والتجارب الانسانية بالعلوم والأبحاث كل ذلك ركائز لبناء القاعدة الصلبة للدعوة والحركة الاسلامية وهذا كله بفقه ، ومن هذا المقال أقول يجب علينا تلبية الأشواق نحو كتاب المنطلق ومافيه من مفاهيم عاشت الدعوة بها وتربت عليها وتنقية الواقع المعاصر من الأمور الدخيلة على الدعوة التي عكرت صفوها وأضعفتها ، وانا لا ارعو لتقديس الماضي ولكن أقول ان الواقع المعاصر اثبت فشلنا عندما تخلينا عن مفاهيم وتأصيلات الماضي الدعوي.