إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 31 يناير 2015

الحركةالإسلامية وتوازن المواقف


حرص الإسلام بشكل كبير على ربط الإفراد دائماً بالأفكار والحقائق والبعد عن التقديس والتضخيم للأشخاص ، لأن الأشخاص والمجاميع البشرية قابلة للتغير وتبديل الآراء إيجاباً أو سلباً وهاهو النبي صلى الله عليه وسلم وهو النبي المبشر بالجنة يعلمنا أمر عظيم عندما يدعو ويقول ( اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك) فلا يوجد من البشر بعيد عن التغير والتبدل بالآراء وكما يقال محلياً عندنا بالكويت (الحي يقلب)! .. ، وتعزيز لهذا المبدأ كان الإمام البخاري رحمه الله لا يوثق الا لميت لأن الحي لا تؤمن فتنته ومن الجميل قيام المستشار عبدالله العقيل القيادي البارز بالحركة الإسلامية في كتابه ومقالاته عن أعلام الحركة الإسلامية بكتابة سير ونبذ عن الأموات فقط ، ومن هنا لوحظ بشكل كبير إنجراف الكثير من أفراد وقيادات الحركة الإسلامية وكياناتها مع شخصيات وكيانات ودول بالإعجاب بها وتزكيتها بشكل مبالغ فيه أحياناً بل الى إحسان الظن بهم بشكل مفرط والإعتقاد أنهم أنصار المشروع الإسلامي ، ومن المظاهر الحاصلة بتاريخ الحركة الإسلامية :
١- تمجيد الحركة الإسلامية لحاكم تظهر عليه بعض سلوكيات الصلاح أو توجهات دينية.
٢- بناء إعتقادات سريعة عن دول معينة تقوم ببعض مظاهر الصلاح والديانة والنصرة بأنها دولة الإسلام أو الدولة التي سيتحقق النصر الإسلامي من خلالها.
٣- التقديس المطلق للجماعات الإسلامية والجهادية خاصة وتبرير كل تصرفاتهم وعملياتهم والأخطاء التي وقعوا بها 
٤- الإفراط بحسن الظن لقيادات ووزراء وزعامات شعبية يصدر منها مظاهر الصلاح والتعاطف مع الحركة الإسلامية.
٥- التمجيد الكبير لأحزاب  ومجاميع تتحالف معها الحركة الإسلامية لفترة معينة .
٦- العداء لمن يخالف الحركة لموقف أو مواقف معينة والتشكيك فيه مطلقاً
نتائج هذه الظواهر: 
١- بيان ووضوح سوء مخطط شخصيات معينة تجاه الحركة بعد حسن الظن بهم 
٢- إنقلاب نظام دول معينة على الحركة الإسلامية بسبب عداوة أو تغيير بوصلة التحالفات والإستراتيجيات لدى النظام 
٣- الصدمة لوقوع بعض الجماعات وخاصة الجهادية منهم لأخطاء والعجز عن التبرير لهم 
٤- الإنخداع في دول أو جماعات بإنها حاملة لرايات جهادية ثم إكتشاف مخططاتها المضرة والسيئة
٥- الهجوم  أو الغدر من أحزاب او تجمعات أو كتل تحالفت معها الحركة الإسلامية وكانت تمجدها 

الأسباب:
١- حسن الظن الكبير من الحركة الإسلامية ومنتسبيها وناتج هذا الى التربية الإيمانية والأجواء التربوية والبساطة في التفكير.
٢- عدم الإختلاط بالمكونات الإجتماعية وتنوعها ومعرفة تفكير الناس ونظراتهم النفعية وتقلباتهم
٣- عدم تدبر التاريخ بشكل جيد خاصة الحديث منه
٤- الشوق لنصر الأمة والتعلق لكل من يرفع شعارات اسلامية وإصلاحية (نظرية المخلّص)
٥- عدم دراسة التحالفات وكيف التعامل معها والتوازنات لها مبكراً  

العلاج والتوصيات:
١- عدم الإندفاع بالمديح والثناء للشخصيات والكيانات.
٢- مدح المواقف ومدح الأشخاص لتصرفات بعينها وليس مطلقاً حتى لانُحاسب بالمستقبل على ثناء او احسان الظن من يتغير او ينقلب
٣- عدم وضع البيض في سلة واحدة (التوازن)
٤- الدراسة الواسعة للمواقف وتقديرها وأخذ أكبر قدر من الآراء المتخصصة.
٥- قراءة التاريخ بكل مكوناته المعاصرة والقديمة والإستفادة منه .
٦- عدم الطعن والتشكيك المطلق لمن يخالف توجهات أو تحركات للحركة لمواقف معينة ومحدوده والحرص على التعاون بالمشترك .

وبعد هذا العرض هل نقول أننا لن نخطئ في هذا الجانب حتى لو تدبرنا التوصيات الجواب أننا سنقع بالخطأ لأننا بشر وأيضاً لأننا لن نعلم الغيب وخفايا الصدور ولن نستطيع أن نكون الأذكى من غيرنا الذي يخدعنا ونأخذ الإحتياط دائماً ولكن لعلنا نقلل من هذه الظاهرة أو نتجنب الوقوع في تكرار الأخطاء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق