إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 22 مارس 2013

تقديس المبدأ أم تقديس الاشخاص والمناهج (الموقف من البوطي نموذجاً)




هناك من الامور التي تنتشر بين الناس بطريقة تفكيرهم ووجهات نظرهم وتكون مغلفة في العاطفة الشديدة وربما الهوى الكبير  الذي ينتج عنه غالباً التقديس او العكس عدم القبول مطلقاً وهذه الطريقة بالتفكير هي كارثة كبيره تبين ضعف المبدأ وعدم المسؤولية امام الناس في وضوح الراي السليم والمصيبة عندما يكون ذلك الامر لدى النخب المثقفة والمفكرين والرموز الشرعية فيكون هذا هو الضلال المبين ، ولعلنا رأينا ذلك الامر منذ ايام في قضية وفاة البوطي الرمز الشرعي المعروف الذي وقف مع النظام السوري المجرم وكان يبرر افعاله بصبغة شرعية (شرعنة الطغيان) وقد بلغ وقوفه وتبريره للنظام الى حد الجنون .

وبعد وفاة البوطي ظهرت لنا ثلاث مواقف بشكل واضح في العالم الاسلامي تجاه هذه الشخصية المثيرة بأفعالها و هي:

١- من حاول بشتى الطرق ايجاد اعذار للبوطي ومواقفه تارة بأنها تحت ضغط النظام البعثي او انه متأولاً او انا تاب في اخر حياته والى نهاية التبريرات العجيبة والغريبة وهذه الفئة هي التي تنتمي للمدرسة الصوفية او الاشعرية وايضاً من يحملون رأياً مناهض للسلفيين ومنهجهم وطريقة تفكيرهم وقد حاولت هذه الفئة في بداية الثوره التبرير كذلك ولكن سرعان مت تدفقت مواقف البوطي المخزية جعلهم في حيره وصمت بسبب صعوبة التأويل في المواقف ، والعجيب في هذه الفئة انها هي من تحارب شرعنة الطغيان وإلباسه اللباس الشرعي خاصة اذا كان من رموز شرعية تنتمي للمدرسة السلفية او الوهابية كما يسمونها وكذلك يحاربون الطغيان عموماً ويملأ حديثهم اليومي !

٢- السلفيون الذين يحملون بغضاً وكرهاً قديماً للبوطي بسبب مواقفه من الدعوة السلفية او الوهابية وكان رمزاً في محاربة افكارهم والكلام عليهم وقد جاء موقف البوطي من الثورة السورية والنظام مثل الاضافة المهمة لمواصلة محاربة البوطي والتنكيل فيه والغريب بالامر ان بعض هذه الفئة يمارس نفس التبريرات التي استند عليها البوطي في بلاده او بعض الدول من خلال التعامل مع الحكام الظلمه واضافة التبرير الشرعي لافعالهم ! فمالفرق بين الفعلين ؟ بل ان بعضهم اخذ موقفاً لا يقل عن البوطي في بداية الثوره السورية وحتى بعد البداية بفترات بحرمة الخروج على النظام السوري والثوره عليه ! وبعضهم وصل الى ان بشار ولي امر شرعي لا يجوز الخروج عليه فيا عجبي .

٣- هذه هي الفئة المنصفة التي هي مصدر الفخر للامة وطريق نهضتها ورقيها فهم اما محب للبوطي ومؤيد له ولكن بعد موقفه من الثوره وسكوته وتبريره لأفعال النظام السوري تغيرت نظرتهم واخذوا منه موقف الضد لان ما يفعله غير مبرر وانه لا محبة واعجاب فوق المبدأ وآخرين ايضاً يختلفون مع البوطي وفكره سابقاً لكن الاهم عندهم هو الخلاف معه على تبريره للطغيان واضافة الشرعية له ولا يهمهم فكره القديم بل هم يحاربون اي شخصية مثل البوطي بأي مكان تبرر للطغيان.

وبعد بسط هذه المواقف وصلنا الى حقيقة واضحة ان البعض بسبب اشعرية او صوفية البوطي او لكونه رمز ضد الفكر السلفي او الوهابي حاول التبرير له والتأويل لمواقفه ولا يرى عالم السلطة الا اذا كان سلفياً وهابياً ولا تعجب عندما تعرف آراء مثل (عدنان ابراهيم او جمعه او الجفري وغيرهم) وهناك من جعل موقف البوطي من النظام السوري والثوره طريق لتبرير احقاده وكرهه السابق لفكر البوطي ومنهجه المخالف للسلفية وهناك آخرين المبدأ عندهم واحد فهم ضد الطواغيت بأي مكان وضد علماء السلطة مهما اختلفت بلدانهم ومناهجهم ولهجاتهم وسواء كان يلبس عمامه او( شماغ احمر) وسواء كانت لحيته طويله او قصيره فالحق واحد والطغيان واحد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق