من اكثر الامور التي تؤثر في الانسان وتهزه عن عندما يتم الحديث عن وطنه وواجباته تجاهه والمحبة له فهو امر فطري في الانسان لا يستطيع احد مهما كان تجاوزه حتى النبي صلى الله عليه وسلم عندما اخرجه قومه من مكة تألم وقال لو ان لم يخرجوه لما خرج منها
ولكن الامر الكارثي انه اختلط في هذه الحياة الصالح والطالح والابطال والمجرمين واصبح الجميع يرفع شعار حب الوطن والتباكي عليه والاحتفال في المناسبات الوطنية ، احياناً يعطي بعض الاشخاص والمؤسسات والمجاميع انطباع حب الوطن والمبالغة في ذلك امام الناس لشعورهم بالضعف والنقص لانهم خانوا الوطن وسرقوه في يوم من الايام ، وسارق (الوطن) يمضي ليل نهار متكلماً ومنظراً عن حب الوطن والدفاع عنه موهماً الشعب انه المحب والفدائي له .
ان اكبر كارثة ومصيبة ليس بعدهما ماهو اشد ان يقوم حرامي وخائن (الوطن) بعدما حاول ان يغطي مظهره المشين وتاريخه الاسود والعار الذي يلاحقه وسيضل يلاحقه الى ان يموت بالتغني بالوطنية ورفع الشعارات في ذلك هو قيامه بقذف التهم والادعاءات على اهل الوطنية الحقيقية الذين بذلوا الغالي والرخيص بتضحيات كبيرة وقدموا الارواح والاموال والجهد ويشهد تاريخهم بذلك الذي تم تسطيره بأحرف من ذهب ، والمضحك المبكي ان حرامي (الوطن) في وقاحته الكبيره لا تكمن بالخيانه وسرقة الوطن فقط بل انه قد يفعل ذلك في اشد الضروف الكبيره والمحنة التي مرت او تمر في البلاد !! فهو لم يكتفي بالخيانة والسرقة فقط بل فعلها في الوقت الذي ينتظر منه (الوطن ) تقديم زكاته في الدفاع عنه في وقت الدمار والمحن وتعرضه للخطر.
لاشك ان هذا المشهد مثير للقرف فلا يستطيع احد ان يتقبل بوجود من يدعي حب الاوطان والدفاع عنها وهو يعلم بأنه سارق (الوطن) وفوق ذلك يتهم كل من يخالفه ويعطل مصالحه وسرقاته او يكشف تاريخه وحقيقة جرائمه بالخيانه والتآمر ويسلط لسانه ومن يتبعه من وسيلة اعلامية وتوابعها وكل ما يملك بالتأثير على هذا الخصم الشريف الذي كان ذنبه الوحيد انه لم يقل لسارق (الوطن) انت وطني شريف ولن اكشف تاريخك وجرائمك خاصةً عندما خنت وسرقت الوطن في اعز وقت كان يمكنك ان تضحي فيه وهو وقت المحنة والحاجة .
الحقيقة انه ليس كل من رفع علم (الوطن ) هو وطني وليس كل من تغنى بأغنية في حب (الوطن) هو وطني وليس كل منزل وضع اعلام (الوطن) هو قام على عدم سرقة (الوطن) وليس كل سيارة وضع عليها علم (الوطن ) هي برزق حلال وليس كل من كتب مقالات وكلمات بحب (الوطن) هو وطني وليس كل وسيلة اعلامية ترفع اسم وشعارات (الوطن) هي وطنية وليست فاسدة وقد قامت على اموال سرقة (الوطن) والعكس صحيح انه ليس كل من قالوا عنه خائن للوطن هو خائن او سارق ومهما فعل استاذ التضليل الذي يحاول ان يرسم طريق التخوين لمن يضرب مصالحه ويكشفها امام الناس فلن يغطي الحقيقة والتاريخ احد فقد قال تعالى (ان الله يدافعرعن الذين امنوا) ومثلما يقال عندنا بالمحلية (الشمس ما تتغطى بمنخل) فلن يكون سارق (الوطن)حبيب(الوطن )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق