من اكثر العبارات المنتشرة في عالم التواصل الاجتماعي التويتر وهي في غاية السوء عبارة (فلان الفلاني يمثلني) وهذه العبارة يكتبها ويقولها دائماً انصار تيار معين او فكر او ناشط سياسي او غير ذلك عندما يقوم بفعل او تصريح يعجبهم او يمثل شجاعة معينه وينتشر هذا الامر بصورة وسم (هاشتاق) يتداوله من يقتنع فيه وبالعكس يستعمله من هم ضد هذا الامر لإيصال رسالة معاكسة .
المشكلة في هذا الامر والتي لا اقتنع فيها انه لا يوجد شخص او فئة تمثلك دائماً في كل تصرفاتها والآراء فهذا الامر يقتضي العصمة او ندرة الخطأ وعدم التغير الى الاسوأ وغير ذلك، ان هذه العبارة افرزت التعصب للاشخاص والجماعات بشكل مفرط وبشع احياناً في عالم التويتر وافرز ظاهرة مرادفة لذلك وهي ظاهرة (الشبيحة) وهم من يدافعون عن شخص او فئة الى درجة غير معقولة تنتهي بتخوين كل من ينتقد هذا الشخص او الفئة ولا يعجبهم وايضاً اطلاق العبارات التي توحي ان من يمدحونه ويمجدونه لا يصدر عنه خطأ او زلل ! ولعل جمهور التويتر يكرهون او لا يتحمسون مع اي شخص او فئة بسبب الشبيحة ومن يتحمس له .
ان الانسان ليس شرطاً ان يكون ثابت على مبدأ واحد او فكرة واحده لا يغيرها فأحياناً يكون في غاية السوء ويتحول الى الافضل والعكس وكثير من الرموز من قاموا بتمجيدهم في التويتر وصنعوا منهم رموزا لا تقبل المساس وقال يمثلنا بعدها في اول خلاف او تغير بالراي يكون هذا الشخص او الفئة اسوأ من في الوجود! وطبيعة الانسان ليست ثابته على الدوام ومثل ما يقال بالمحلية عندنا كلمة (الحي يقلب) وهذا الامر ليس ببعيد فقد ثبت تاريخياً وحتى في الاحداث المعاصرة على كل المستويات تغير رموز وجماعات في امورهم من اقصى اليمين الى اليسار والعكس ومما اعجبني ان الشيخ المستشار عبدالله العقيل في كتابه اعلام الحركة الاسلامبة لا يضع سيرة اي شخص الا بعد وفاته لانه يؤمن ان الحي لا تخشى فتنته .
التويتر وعالم التواصل افرز ايضاً تحت ظاهرة فلان الفلاني يمثلني ان اي شخص او جماعة لا تخطئ ابداً وان اخطأت فقد سقطت في الاختبار وان تم الاختلاف في الاراء والتصرفات ولو بنسبة ١٠٪ فهو ضدي ولا يمثلني !! .
ان الحل في هذا الامر هو عدم قدسية شخص او جماعة والايمان انه من الممكن في يوم من الايام ان يتغير رأيه الى الاسوأ وايضاً عدم تخوين والتهجم على من يختلف معنا في الراي بأدب وايضاً الاعذار بالزلات والماء اذا حمل القلتين لم يحمل الخبث ومن افضل الامور الجميلة الغائبة قيمة الوفاء مثلما يقول الامام الشافعي (الحر من راع وداد لحظة وانتمى لمن افاده لفظة) فالوفاء لمن كنا معهم بعلاقة واعمال طيبة ثم اختلفنا هو امر محمود جداً ولا عصمة بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق